تعد تركيا واحدة من الوجهات السياحية الشهيرة، والتي تستقبل عددًا كبيرًا من السياح سنويًا، لكن ومن المؤسف أن يتعرض فيها السياح العرب للمضايقات وأحيانا العنف الذي ازدادت وتيرته في الآونة الأخيرة. لم تكن حادثة الاعتداء التي تعرض لها سائحٌ كويتي مؤخراً في ولاية طرابزون التركية الأولى من نوعها، بل سبقتها حوادث أخرى تشابهت بالتفاصيل واختلفت بالمنطقة التي حصلت بها، ما يطرح تساؤلات بشأن الأسباب التي تقف وراء تكرار هذه الظاهرة.
العرب مستهدفون، ففي الضفة الغربية تجاوز عدد الشهداء هذا العام حتى الآن الـ 200، وفي العراق أعداد القتلى على الهوية عشرات الآلاف، وفي إيران يعاني الزوار العرب من الكراهية الفارسية لهم، وفي كثير من دول أوروبا تتجلى الكراهية بأبهى صورها للعرب.. والقائمة طويلة، لسنا من دعاة التعميم، لكن نقول: نعم لم تعد قضية استهداف السياح العرب حالة فردية، كما لا يمكن اعتبارها ممنهجة، القضية كبيرة جداً فتركيا مستهدفة سواء بالانقلابات كما حدث في 2016، أو الحصار الاقتصادي وضرب الليرة وانتهاء بضرب السياحة من قبل البعض. هذه السلوكيات ظهرت جلية بعد فشل البعض في الوصول للحكم في الانتخابات الأخيرة، لذا عمدوا إلى ضرب السياحة كما حدث في بعض البلدان إبان ما يسمى بالربيع العربي، وهؤلاء يعرفون أهمية السياحة وما تضيفه في ميزانية الدولة.
وأنا أتهيأ لكتابة هذا المقال نظم آلاف الأتراك مظاهرات مناهضة للخطاب العنصري والكراهية المتزايدة ضد الأجانب في تركيا وحملوا لافتات، منها “المهاجرون ليسوا أجانب بل إخواننا”، “اللعنة على العنصرية”، “لا يوجد فرق بيننا نحن بشر نحن الأَمة”.. هذه بعض اللافتات التي رُفعوها في مظاهرة ضد العنصرين. ويجري الحديث في الأوساط التركية عن حملة أمنية تجريها السلطات التركية ضد المحرضين والممولين للحملات العنصرية التي لم تعد قضية فردية، بل باتت ظاهرة مقلقة أثرت على السياحة وكبدت تركيا خسائر وسط أزمتها الاقتصادية. وللحديث بقية.
كاتبة بحرينية