في بداية الثمانينات أذكر أنني قمت بعمل لقاءات صحافية مع عدد كبير من البحرينيات العسكريات العاملات بين صفوف قواتنا المسلحة، وكن للتو قد أنهين أول دورة عسكرية عقدت للنساء، وتحديدا لمنسوبات الخدمات الطبية الملكية، وقتها كان اسمها المستشفى العسكري، ثم توالت الدورات التدريبية العسكرية المختلفة التي خصصت للعنصر النسائي، وكان ذلك أنموذجا وطنيا لإدماج المرأة البحرينية في كل القطاعات العسكرية والارتقاء بها.
قواتنا المسلحة لم تكتف بهذا القدر والاهتمام، بل إيمانا منها بدور المرأة البحرينية وفق قناعتها بأنها تشكل نصف المجتمع البحريني، فقد فتحت أمامها جميع أبواب العمل العسكري في عدد من الوظائف والمهن والتخصصات، وبهذا التوجه من قبل القيادة العسكرية العليا استطاعت بنت المملكة قياسا بشقيقاتها من دول الخليج العربي أن تخطو خطوات مدروسة وكبيرة نحو التقدم والرقي في صفوف مؤسستنا العسكرية العريقة كي تساهم مساهمة فعالة في مختلف قطاعاتها، وبالفعل أثبتت المرأة البحرينية كفاءتها وقدرتها وتفوقها في العمل الوطني العسكري، وفوق ذلك إيمانها المطلق بالذود عن تراب الأرض البحرينية وحماية مكتسباتها الحضارية والوطنية بجانب أخيها الرجل في تنفيذ المهمات العسكرية الصعبة وباحترافية فائقة الدقة دون ملل أو كلل وبعزيمة لا تلين، إضافة إلى ذلك عملها الدؤوب في كل الوحدات القتالية والطبية والمديريات الإدارية والقضائية والفنية، مع هذا حصلت المرأة البحرينية العسكرية على لقب ركن بعد اجتيازها دورة في كلية القيادة والأركان التابعة لقواتنا المسلحة منذ عام 2009، وهي درجة علمية رفيعة المستوى في العلوم العسكرية والأمنية تفوق شهادة “الماجستير”، وبهذا الإنجاز العسكري حققت نجاحات هائلة، إضافة إلى ذلك استطاعت بجهدها وعرقها وإخلاصها بالعلم والتدريب المتواصل الحصول على الرتب العسكرية العليا. 
ولم تكتف بنت المملكة بهذا القدر من العمل العسكري، بل نشاهدها اليوم وهي تلتحق بأول دورة للمتطوعات المدنيات للقوة الاحتياطية، وذلك بهدف تأهيلهن عسكريا للقيام بدورهن الوطني في خدمة المملكة وشعبها. وعساكم عالقوة.
* كاتب بحريني