هذه هي الحقيقة، أحيانا تشعر أن “الاحترافية” وكأنها علاقة رومانسية تحتاج إلى الكثير من العناية، كالتحدث لساعات طويلة، وتأجيل مشاهدة الحلقات على “نتفلكس”؛ لأن هناك موعدًا نهائيًا بانتظارك، والتظاهر بأن ليس لديك أي مشكلة مع سلوك شريكك، تلك الكوميديا الرومانسية الغريبة، إنها “رقصة” ضرورية تقوم بها، لماذا؟ إذا لم نحافظ على تلك الآلية المهنية في العمل (حتى وإن كانت مكبوتة)، فقد تصبح الأمور فوضوية وخاطئة. لذلك، في بعض الأحيان، يجب عليك دفع الدراما الشخصية جانبًا، والقيام بالمهام الصحيحة مهما كانت صعبة.
لكن مهلاً، لا يتعلق ارتداء شارة “المحترف” فقط بالروتين اليومي، إنما هو التوقف عن تقديم الكعكة الجميلة المليئة بـ “تم ولا يهمك طويل العمر، أنت أفهم واحد”، وغيرها من الأكاذيب لأصحاب المصلحة وترتيبات القهوة الخاصة معهم لكي تكون من دائرتهم المقربة، نعم ذلك الصنف الذي يطلب منك أن تقول “بالطبع، يمكننا تجاوز قوانين الفيزياء لكي نسلم المشروع”.
المحترف الحقيقي لديه الشجاعة لرش بعض الحقائق الصادمة خصوصا عند الحاجة؛ لأنه بينما قد تحصل على نقاط إضافية اليوم من خلال التظاهر والتمثيل المكتبي، قد يدفع الثمن شخص آخر المستقبل بسبب العنجهية في قول الحق، وأما الأسوأ، فهو عندما تكون قراراتك ذات تأثير على الوطن وفرص أبنائه.
الاحترافية هي خليط غريب من لعب اللعبة وكونك ذلك الصديق الذي يخبرك بصراحة عند وجود طعام بين أسنانك، إنها ترتيب بين التوازن والصدق الوحشي، لأننا إذا كنا نريد حقًا تعزيز أدوارنا، فسوف نحتاج إلى أن نكون صادقين تمامًا مع أنفسنا قبل الصدق مع الآخرين في العمل.