هل تساءلت يومًا لماذا أصبح صديقك العبقري من الكلية الآن قادرًا على الحصول على أموال طائلة مقابل وظيفة يبدو أن قردًا مدربًا يمكن أن يؤديها؟ ليس لأنه نسي كيف يستخدم عقله. لا، إنها دعوة الهروب من أكثر الألعاب تعقيدًا وسذاجة في العالم: البيروقراطية المؤسسية.

تعرف الشعور الذي أتكلم عنه، أليس كذلك؟ تخيل أن لديك أكثر البطاريات تقنية وحداثة وبدلًا من استخدامها لتشغيل جهاز ذي أهمية عالية، أنت عالق وتراقبها وهي تتلاشى في لعبة طفل تصدر أصواتًا غريبة بلا معنى ولا وزن، مشهد كلاسيكي، أليس هذا هو الوضع؟ هكذا تشعر عندما تكون محاصرًا في دوامة البيروقراطية المؤسسية. بعض أذكى الأفراد يقضون أيامهم ضائعين في هاوية من سلاسل الموافقة والنماذج التي ربما لم يتم تحديثها منذ التسعينيات، الإثارة الشديدة للانتظار من أجل توقيع واحد لفكرتك الرائدة! لا عجب أن البعض يفضّل حساب عدد الأقلام في الكوب بدلًا من محاولة تغيير العالم في هذه الأماكن، وخصوصًا، عند وجود “وزن اجتماعي” لتلك المراكز، أمسك نفسك من السقوط من الضحك.

لذا، لا تحكم عندما تلتقي بالأينشتاين التالي وهو يعمل بسعادة في وظيفة تعتقد أنها دون مستواه، أو الابتعاد الشديد عن المسؤولية، إنه يستريح، ويتجنّب صداع الشريط الأحمر اليومي، ربما يكون لديه المزيد من الوقت لشواء وجلسة نميمة نهاية الأسبوع ومشاهدة برامج مفضلة لديه على اليوتيوب، كل ذلك وهم يضحكون في طريقهم إلى المكتب، فمن هو العبقري الآن؟ نعم، عندما تنقلب الفكرة، وتكون المسؤولية مركز “سمعة اجتماعية وفشخرة” فقط، فقد فتحنا أبواب الضياع لمجتمع ذي قيمة.