يعتمد تطوير البرمجيات، مثل أي تخصص هندسي آخر، على حل المشكلات، وتعتمد أكثر المشروعات نجاحًا على “لماذا” بشكل واضح، وهو الغرض الذي يبرر الطاقة والموارد والوقت المستثمر في هذه المشروعات.
ولكن للأسف، هناك اتجاه خاطئ (من رأيي المتواضع)، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا، حيث يتم بدء المشروعات دون هدف واضح (أحيانا)، فإحدى علامات تلك المشكلة هي عمل فرق تقنية في نفس المؤسسة على نفس المشكلة من دون علمهم.
نعم، الابتكار هو محرك أساس للحاجة خصوصا في عالم التجارة، وذلك في سباق للبقاء في المقدمة، وتطلق الشركات غالبًا المشروعات فقط لعرض قدرتها على “الإبداع”، خصوصا داخل المؤسسة نفسها بسبب “سياسية المكتب”، التي تجبر الأفراد أحيانا لصنع ما ليس له داع لتفسير أهمية “الوجود المكتبي”، فهناك مجموعة كبيرة من الأدوات والمنصات التي على الرغم من أنها مثيرة في التكنولوجيا، إلا أنها لا تضيف قيمة بالضرورة إلى الشركة أو عملائها. من تجربتي الخاصة، فإن “سياسة المكتب” من أسوأ المؤثرات التي تجبر الموارد البشرية على صنع ما ليس له أي أهمية.
عندما تبدأ الفرق الفردية داخل المنظمة في مبادراتها الخاصة دون رؤية موحدة، يؤدي ذلك إلى إنشاء حلول متداخلة أو حتى متعارضة (من المضحك أحيانا)، وهذا لا يتعارض فقط مع موارد الشركة، ولكن يمكن أن يسبب أيضًا الارتباك للمستخدمين النهائيين، فعند البحث عن حل قد يرى المستخدم شعرات الحلول التي تتفاوت أهميتها وقوتها بناء على الفريق الذي صنعها وقوتهم في “لعبة السياسية المكتبية”. المضحك المبكي أن مشكلات أفضل الشركات والمؤسسات ليست بسبب التقنية أحيانا، إنما التعقيد والطبيعة البشرية، أين أنت أيها الذكاء الاصطناعي، لربما لديك حل في جعبتك؟