قبل عدة أيام نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن قوات إسرائيلية أجبرت 5 نساء فلسطينيات بمنطقة الخليل على التعري تماما داخل منزلهن تحت التهديد باستخدام كلب مدرب لتخويفهن. صحيح أن هذه الواقعة تمت بواسطة جنديات إسرائيليات لا جنودا رجالا، لكن في كل الأحوال هذه فعلة غير إنسانية مهما كان المبرر.
لا يوجد أي مبرر أخلاقي لإجبار النساء على التجول عاريات داخل المنزل أمام أطفالهن الذين صحوا من نومهم مفزوعين ورأوا هذه المشهد أمام أعينهم. لا توجد في لغات العالم كلمات وتعابير تصف هذه اللحظة التي سقطت فيها الإنسانية وانتهكت فيها كرامة الإنسان.
ومهما قلنا ومهما كانت قسوة الوصف، فلن يشعر الإنسان بمدى الجرم إلا إذا تقمص الوضع واعتبر نفسه أو بنته أو زوجته في هذا الموقف الذي يصفع أو يبصق على وجه البشرية كلها، خصوصا الذين يعطون لنا الدروس ليلا ونهارا حول حقوق الإنسان وحقوق الشواذ وحقوق الكلاب.
أنا لست ضد حقوق أية فئة مما ذكرت، فليفعل العالم ما يحلو له تجاه كل هؤلاء، لكن دون أن ينسى ودون أن يتجاهل ما يحدث من امتهان لنساء فلسطين. لا يوجد أي مبرر يسمح لجنديات بإجبار نساء على التعري أمام أطفالهن حتى لو كانت القوات تبحث عن سلاح.
فما هو موقف العالم “المتمدين” من هذه الحادثة المشينة؟ ألا يجب أن تحاكم هذه القوات على هذا السلوك المهين لكرامة الإنسان؟.

كاتبة وأكاديمية بحرينية