في عالم تطوير البرمجيات، هناك فارق واضح بين القدرة على “العرض المسرحي” و المسمى بالـ Showmanship، وذلك هو العرض بأسلوب جذاب من دون امتلاك فعلي لمعرفة فنية عميقة. من ناحية واحدة ، يحاول قطاع البرمجيات أن يقدم الأفكار بطريقة جذابة؛ لكي يفهمها “اللا تقنيون”، سواء كان ذلك في المؤتمرات أو العروض التقديمية أو اجتماعات أصحاب المصلحة، يمكن لهذه القدرة الساحرة أن تجذب الانتباه وتضمن التمويل أو تكسب العملاء، فهي مهارة في غاية الأهمية. ومع ذلك، لا يجب الخلط بين هذا وبين الفهم والمهارات المطلوبة لتصميم وبناء وصيانة حلول البرمجيات الحقيقية والمهمة، حيث إن البراعة الحقيقية في تطوير البرمجيات تتجاوز السطحية وتغمر في تفاصيل الخوارزميات والهياكل البرمجية والكثير من التفاصيل الدقيقة.
يظهر التحدي الحقيقي عندما تحتاج هذه الحلول البرمجية إلى البحث عن مكانها ضمن المؤسسات الأكبر كالبنوك والمؤسسات التي ليس لديها اهتمام (أغلب الأحيان) للهندسة أو التفاصيل التقنية، كثير ما تسمع لدى تلك المؤسسات بأن تلك التخصصات غير مهمة وأن تقنية المعلومات هي مركز تكلفة Cost Center، بدلاً من أن تكون مساهمة في قيمة الأعمال ونموها، في مثل هذه البيئات، يمكن أن تضيع التفاصيل والتعقيدات التقنية بسهولة في الترجمة، قد ينتقل التركيز نحو تقليل التكاليف بدلاً من تحسين الحلول، مما يمكن أن يكبح الابتكار ويعرض جودة المنتج للخطر، كم يوجد هناك بما يسمون بالـ Project Managers والذين تكمن وظيفة معظمهم ترتيب مكالمات الـ Teams بين أصحاب الشأن فقط، الكثير، صدقني.
لسد هذه الفجوة ، هناك نوعان من الأفراد لا غنى عنهما، أولاً، هناك الخبير التقني الذي ، بصفته خبيرًا في مجاله، يمتلك أيضًا قدرة على الاتصال والعرض، والذي يستطيع شرح المفاهيم التقنية المعقدة بطريقة سهلة ومفهومة مع أصحاب المصلحة في الأعمال. أما الثاني، فهو المحترف التجاري الذكي الذي، على الرغم من أنه ليس خبيرًا تقنيًا، يفهم ما يكفي من “الموسيقى التقنية” ليترجمها إلى قيمة تجارية سهلة الفهم، في هذا الزمن التقني، التآزر بين هذين النمطين ليس مفيدا فقط، إنما حتمي لبقاء الشركة ونموها.