تسعى الدول من خلال حكوماتها للنهوض بمستقبل شعوبها في شتى المجالات، ولا يمكن أن تحقق ذلك بدون مشاركة فاعلة وحقيقية لمواطنيها، فالسمعة الحسنة لمواطنيها السبب الرئيس في رسم الصورة الصحيحة وكسب احترام الحكومات الأخرى.
وفوجئت وأنا أتابع مقطع فيديو لعدد من الشباب من إحدى الدول الخليجية وهم يستعرضون بسياراتهم ويقومون بـ “التفحيط” بأحد شوارع لندن! بل يقومون بتصوير المشهد بكل ثقة ليتم نشره في وسائل التواصل! لنقرأ بعدها أن الشرطة البريطانية ألقت القبض عليهم. بالله عليكم ما الهدف من هذا التصرف المشين الذي يسيء بشكل كبير إلى العرب والمسلمين، ألا يدرك هؤلاء حجم الدمار الذي سببوه. شخصياً صعقت من هذا التصرف غير الحضاري. تذكروا أنكم تعتبرون سفراء لدينكم وبلدانكم، وحافظوا على مكتسبات أوطانكم التي بناها آباؤكم وأجدادكم.
وفي مشهد لا يقل عن سابقه، ظهرت إحدى السيدات من إحدى الجاليات العربية وهي تفتخر بحصولها على سيارة جديدة فارهة من أحد الأشخاص من إحدى الدول الخليجية، ليس هذا فحسب، بل قامت بتصوير السيارة ولوحتها. أقول لهذه المرأة إنك أسأت إساءة كبيرة لشخصك أولا ولهذا الشخص ثانيًا الذي أكرمك بهذه الهدية الثمينة، تخيلوا حجم الدمار الذي خلفته هذه المرأة من تصرفها. من جهة أخرى وفي موضوع متصل قامت إحدى السيدات بنشر فيديو تذكر فيه أن صديقتها تم سحب مبلغ من حسابها البنكي بمجرد أنها ردت على مكالمة هاتفية مجهولة ومن دون أن تعطيهم أية معلومات عن حسابها! هذا الفيديو انتشر بشكل سريع وقامت القيامة وأصبح الناس في قلق وخوف، شخصياً لم أصدق الرواية منذ البداية. من جانبها، قامت الجهات الرسمية الحكومية والخاصة مشكورة بإصدار بيان يطمئن الجمهور وينفي إمكانية حدوث هذا الاختراق في الحسابات البنكية. لا أعرف صراحة الهدف من نشر هذه الفيديوهات التي أصبحت ظاهرة متكررة لكسب الشهرة، لكن صاحبة الفيديو تأثرت كثيرا، خصوصا أنها اعتذرت في اليوم الثاني للجمهور بسبب أن صديقتها لم تعطها المعلومات الدقيقة، لذا من الضروري تقصي الحقائق والتأكد من مصداقية المعلومات. من جانب آخر تلقيت خلال أسبوع واحد ثلاث رسائل في “الواتساب” من بحرينيات يطلبن مساعدة مادية، كما يقمن بإرسال نسخة من البطاقة الذكية! السؤال كيف لنا أن نتأكد من صحة هذه الأمور، فقد أصبحنا هذه الأيام لا نثق بأحد بسبب تزايد وسائل النصب والاحتيال.
*كاتب وإعلامي بحريني