العدد 5410
الإثنين 07 أغسطس 2023
banner
أين الأسرة من التوجيه والمراقبة والنهي عن الانحراف؟
الإثنين 07 أغسطس 2023

إذا كانت مجتمعاتنا تحارب وترفض بشدة “المثلية الجنسية”، وهي كما نعرف ثقافة الانحلال والفجور وفساد الشخصية والعيش على أنماط تخالف الطبيعة البشرية، فلابد من أولياء الأمور متابعة الأبناء والبنات وإبعادهم عن السلوك السيئ والممارسات الضارة، وظواهر الانحراف، فوالله هناك مشاهد مخزية في الأسواق والمجمعات التجارية، يندى لها الجبين وتخالف عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الأخلاقية، وليست لها أية علاقة بالحريات الشخصية كما تثرثر الغربان وكل من لم ينل قسطا وافرا من التربية الفكرية والأخلاقية.
لا تعرف الذي أمامك، رجل أو امرأة.. يقلدون ويسيرون على طريق الشيطان ويحسبونه نهرا فياضا لا ينقطع انحداره، نماذج بشرية مختلة التوازن بدون عقل وروح، وأول سؤال يقتلع عينيك ويؤذي سمعك هو.. أين هي الأسرة، ولماذا تركوا أبناءهم وبناتهم على هذا التصرف والسلوك، أين التوجيه والمراقبة والنهي عن الانحراف السلوكي ومخالفة الطبيعة البشرية والتقليد والمحاكاة، فالصورة قد كشفت بطريقة فاضحة بكل عناصرها وبلغ السلوك المنحرف أقصى مدى، ومع ذلك نرى صفة الانتظام والاستمرار، وكأن الرقابة معدومة في الأسرة وليس هناك أي اعتبار لنشر الأفكار الحميدة والموضوعات الإنسانية الجادة في نفوس الأبناء.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه”.
نحن نعيش في عصر مخيف ونوافذه الكثيرة مفتوحة إلى أبعد مدى، وثقافة مصنوعة خصيصا لهدم المجتمع بما تبثه من أفكار وما تدعو إليه من دعوات وشعارات كالحرية والمساواة والتحضر، وأكثر ما يدعو للقلق هو ابتعاد الأسرة عن دورها الرقابي، وهذا في حد ذاته يعتبر جرما مقصودا في حق الأبناء وفي حق المجتمع أيضا.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .