تخيل العالم الرقمي كسماء مليئة بالحلول السحابية، دائمًا جاهزة لتلبية احتياجاتك من متطلبات التخزين والحوسبة، إنه وصف رائع، أليس كذلك؟ ولكن مثلما تظلم السماء المثالية فجأة بغيوم العاصفة أحيانا، قد يتغير اليوم فجأة ليكون سيء، لا أحد يريد يومًا سيئًا على السحابة الرقمية خصوصًا المؤسسات الحكومية. السحابة ليست دائمًا الحل، نعم، فيها قابلية للتوسع وكفاءة في التكلفة والراحة، ولكن مقابل ذلك، أنت تتنازل عن عنصر أساس: السيطرة.
هل تذكر عندما تم سحب قابس الكهرباء للبنية التحتية السحابية التجارية من روسيا فجأة؟ لم تكن تلك خطوة طوعية من روسيا بل كان نتيجة لشركات في الولايات المتحدة التي اضطرت للامتثال لحكومتها. أدى الحادث المفاجئ إلى صدى عالمي من المفاجأة خصوصًا لشركات تجارية ليس لها علاقة بقرارات حكومية (لاسيما حربية وعسكرية)، بدت البنية السحابية الثابتة والمستقرة وكأنها برج متأرجح على وشك الانهيار. لكن هذه “الحلقة التلفازية” ذكرتنا بدرس قاس، وذلك بأنه بغض النظر عن الانتشار الواسع للسحابة، من الحكمة أن تكون لديك خطة احتياطية صلبة على أرض سيادية - خاصة لخدمات الحكومة. فمن منا يريد أن تختفي بنيته السحابية في لمحة بصر.
تنفيذ البنى التحتية المعقدة ليس بسيطًا كالامتثال أمام جمهور للتكلم عن الاستثمار عن الكربتو. وإنما تحتاج إلى خبراء التكنولوجيا، الذين يفهمون الدقائق والتفاصيل الخفية للسحابة، ويمكنهم تجنب تحويلها إلى عقبة، تجنب وضع كل بيضك الرقمي في سلة سحابية واحدة، حيث في عالم الحوسبة السحابية، التنوع ليس فقط لـ “الفشخرة الإعلامية” في الحياة الرقمية، بل هو حاجة للبقاء.