عالم التكنولوجيا، خصوصا فيما يتعلق بالحوسبة، هو عالم عميق ومعقد يستند على طبقات وركائز متعددة من التجريد الحوسبي، تعمل جميعها بشكل متجانس لتقديم تجربة تقنية رائعة قد لا يشعر بها المستخدم. تعرف هذه الطبقات جماعيًا باسم “كومة التكنولوجيا” أو الـ Tech Stack، حيث تبدأ من المكونات الأساسية للأجهزة مثل وحدة المعالجة المركزية (CPU)، وبعدها أنظمة التشغيل (OS) لإدارة جميع موارد الأجهزة، وبعدها منصات برمجية خاصة لتوفير أنظمة التطبيق، إلى أن تصل التطبيق الذي بين يديك، إنه سحر رائع.
على الرغم من أن نماذج الذكاء الاصطناعي كالـ ChatGPT وغيرها من التقنيات الحديثة قد سهلت العديد من المهام وزادت من الإنتاجية، إلا أن فهما عميقا لـ “كومة التكنولوجيا” بأكملها لا يزال أمرًا بالغ الأهمية لأي مغامرة تكنولوجية ناجحة على مستوى المؤسسات، سواء كانت مبادرة تجارية، أو مشروع تطوير منتجا، أو حتى استراتيجية تحول رقمي على مستوى الوطن. تتطلب كل طبقة من هذه الكومة محترفين ماهرين لتنفيذ أهدافهم بفعالية، فالقيمة لا تتوافر عند إتقان طبقة واحدة من هذه الكومة فقط، وإنما إتقان طبقات مجاورة هو مهم أيضا، وكما يقول المثل “لفهم نظام بالكامل، يجب أن نفهم الأجزاء وعلاقتها بالكل”، هذه الفكرة تحافظ على صحتها خصوصا في التكنولوجيا، حيث تتألف الأنظمة المعقدة من العديد من الطبقات المترابطة.
المغزى هنا هو أن استخدام ChatGPT في وضعه الحالي لن يكون بديلا لفهم كومة العلم الضرورية لإنجاز أي عمل مهم، وإنما فهو مسرع ومعلم في هذه التجربة (و الواقع فإنه أفضل من الكثير من المعلمين)، وعلى المؤسسات التعليمية والحكومية فهم ما يقدم هذا النموذج وما لا يوفره أيضا، فالحاجة إلى خبراء ملمين بجميع طبقات تلك “الكومة” هو الحل السليم للإنتاجية.