العدد 5394
السبت 22 يوليو 2023
banner
الجمعيات الخيرية.. للمرة الألف
السبت 22 يوليو 2023

في مبادرة رائعة ومقدرة، بل جديرة بالاهتمام، قام عدد من التجار ورجال وسيدات أعمال بتأسيس جمعية خيرية تسمى “حياة أفضل”، فقد نشرت “البلاد” والصحف المحلية هذا الخبر الذي أعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، وإن جاءت متأخرة كثيرًا، متمنياً للجمعية تحقيق أهدافها النبيلة التي أنشئت من أجلها، وبحسب الخبر فإن النظام الأساسي للجمعية يقتضي مساعدة الأسر المتعففة وذوي الدخل المحدود، وتقديم المساعدة المالية للطلبة المحتاجين لمواصلة دراساتهم الجامعية داخل وخارج البحرين بالتنسيق مع الجهات الرسمية، ومساعدة الأسر المحتاجة لترميم وبناء منازلهم حسب الإمكانيات المتاحة، وتشجيع روح التكافل والتواصل بين أفراد المجتمع، وتقديم العلاج للمرضى المحتاجين في المستشفيات الخاصة داخل المملكة وخارجها إذا لم يتوافر العلاج بالإضافة إلى تنظيم المعارض والندوات والأسواق الخيرية والمؤتمرات.
شخصياً متفائل جدا بنجاح هذه الجمعية بسبب وضوح رؤيتها وأهدافها العامة والمحددة، كما أن أعضاءها المؤسسين يشار إليهم بالسمعة الطيبة التي يتمتعون بها في المجتمع، فقد أنعم الله عليهم بالخير والبركة والثروة التي هم الآن في موقع يودون تقديمها إلى المحتاجين من منطلق تحملهم المسؤولية الاجتماعية ورد جزء من الجميل لهذا الوطن الغالي، فقد ذكرت في مقالي الذي نشر مؤخرا حول نفس الموضوع أن بعض العائلات البحرينية غائبة عن هذا المشهد الإنساني، حيث إن مساهماتهم غالبا ما تكون ضئيلة جدا! وكنت أتمنى أن يشمل نظام الجمعية الأساسي إيجاد فرص عمل للبحرينيين، خصوصا أنهم يملكون حصصا كبيرة في أسهم الشركات والبنوك، ناهيك عن شركاتهم الخاصة.
في المقابل، أتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية -وللمرة الألف- النظر في القانون الحالي لتأسيس الجمعيات الخيرية ومن في حكمها، فقد كتبنا بما فيه الكفاية وأشبع هذا الموضوع نقاشا، المطلوب تنظيم منح التراخيص وضرورة وضع قوانين وإجراءات صارمة للرقابة والمتابعة المستمرة لهذه الجمعيات التي أصبحت أعدادها مهولة ولا تتناسب مع عدد سكان المملكة، تصوروا وجود 116 جمعية خيرية في البحرين بحسب آخر تحديث للموقع الرسمي لوزارة التنمية الاجتماعية! فمن مسؤولية الوزارة أن تطلب من تلك الجمعيات تزويدها بخطتها السنوية لأنشطتها، وكذلك بتقاريرها الدورية للوقوف على مدى تطبيقها والتزامها بأهدافها وخططها، أو بما يسمى في علم الإدارة (key performance indicators)، فنحن لسنا بحاجة إلى جمعيات غير فاعلة ولا تخدم الوطن والمواطن.

*كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية