العدد 5389
الإثنين 17 يوليو 2023
banner
قبل صيانة سيارتك
الإثنين 17 يوليو 2023

شكا أحد الأصدقاء كثرة مواعيد صيانة سيارته التي اشتراها مؤخرا، وارتفاع فاتورتها، وكيف أنهم أخبروه بضرورة إحضار السيارة متى ما مرت ثلاثة أشهر، أو اجتاز خمسة آلاف كيلومتر، وحيث إنني أملك مثل سيارته، بيَّنْتُ له أن هذا النوع من السيارات أوصى المصنع بأن تستخدم له زيوت المحركات الحديثة المخلَّقة “سنتاتيك”، وهي في العادة تستبدل كل عشرة آلاف كيلومتر، أو كل ستة أشهر، وبادرته مستنكرا: من قال لك: استخدم هذا النوع القديم من الزيوت المعدنية الخالية من أي نوع من التكنولوجيا؟! فذكر أن موظف الوكالة هو من أشار عليه بذلك، زاعما أنها أرخص!
وهنا تكمن المشكلة، فحين تستثمر الأموال في شراء سيارة، ثم تبخل على نفسك بدقائق تخصصها للاطلاع على كُتيب الاستعمال الذي هو المرجع الأهم، والذي يعينك على إطالة عمر السيارة وتجنب تعطلها وخسارة استثمارك فيها، فعلى سبيل المثال: يوصي المصنع باستخدام سوائل خاصة في عملية تبريد المحرك، وبتغييرها خلال مدة محدودة لا تفقد فيها خواصها، فحين يصر البعض على استخدام الماء، أو عدم تغيير هذه السوائل، فلا شك أن ذلك سيؤدي إلى تلف وأعطال ومشاكل لا نهاية لها، وذلك بفعل الحرارة العالية في منطقتنا. كم هم أولئك الذين لا يهتمون بتغيير “فلتر” الوقود، وشمعات الاحتراق، وتنظيف البخاخات “الانجكترات”، وزيت ناقل الحركة، وزيت الفرامل، مما له عمر افتراضي، ويؤدي إهماله إلى دوامة من الأعطال. أجواؤنا رطبة، ومحملة بكثير من الأتربة والأوساخ، ما يوجب علينا استبدال “فلتر” المكيف بشكل دوري، لتوفر بذلك مئات الدنانير في إصلاح تسربات وأعطال نظام التكييف.
إن غياب ثقافة المستهلك، وعدم معرفته بأساسيات صيانة السيارات أمر مؤسف جدا، فمن خلالها يتم استغلاله وتحميله تكاليف باهظة وغير ضرورية، ما جعل كثيرًا من الناس يهملون إصلاحها وصيانتها أصلا، أو يعزفون عن إصلاحها وصيانتها في الوكالات، فيلجأون إلى المحلات التي يكثر فيها التلاعب واستخدام الزيوت المغشوشة، مما تطالعنا به مقاطع حملات حماية المستهلك.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية