قامت مؤسستا “PR Week” و “PA Mediapoint” الرائدتان في مجال العلاقات العامة والنشر بتعريف أهم المواضيع التي يجب أن تكون ضمن أجندة الشركات بمختلف قطاعاتها للتطرق لها في أخبارها الصحافية وأنشطتها المختلفة.
أول هذه المواضيع هي الجهود البيئية، حيث تستمر التحديات البيئية في تصدر أولويات المؤتمرات الدولية المختلفة، وذلك على مستوى حكومات الدول وصولاً إلى الشركات من مختلف القطاعات. ويشتمل موضوع البيئة على محاور عدة، ولكن أبرزها يتمثل في إسهامات الشركة ومساعيها في مجال الاستدامة وتحقيق الحياد الصفري ودعم جهود حماية البيئة والتنمية المجتمعية.
ثاني هذه المواضيع يتطرّق إلى نظرة أشمل ليغطي الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات ككل، مع كون العنصر الاجتماعي في صدارة هذه المبادرات للعام 2023. ويتجلى ذلك في تركيز الشركات على تحقيق بيئة عمل أكثر شمولية وتنوعا مع تحقيق العدالة بين الجنسين. كما تتمحور جهود التنمية الاجتماعية لهذا العام حول تحقيق الصحة النفسية للموظفين وتنمية ثقافة الولاء المؤسسي (تقليل معدل الاستقالات). وقد تتجلى هذه الجهود بزيادة الوعي ودراسة العوامل المختلفة لقياس درجة الرضا الوظيفي والصحة النفسية متمثلة في ظهور مصطلحات قد تكون جديدة في هذا المجال كالاحتراق الوظيفي والاستقالة الصامتة. 
وسأقتبس هنا من تقرير إحصاءات قابلة للتنفيذ: أهم الموضوعات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لعام 2023 والذي أعدته “ISS”، حيث تطرق التقرير إلى محور الصحة النفسية والاجتماعية للموظفين. وأشار إلى أنها لم تعد ميزة، وذلك دلالة على أهميتها كحق من حقوق الموظف.
ونجد هنا العديد من المبادرات المؤسسية، إذ تسابقت العديد من الشركات العالمية في تقليل أيام وساعات العمل، ثم قياس الأثر الذي أظهر جليًّا بأن الإنتاجية زادت في حين أن معدلات الغياب قلّت.
الموضوع الثالث والأخير هو التحول التكنولوجي، حيث بات يتعيّن على الشركات مواكبة التكنولوجيا الحديثة بما يرفع من مستوى تجربة المستخدم ورضا العميل، ويتوجّب على الشركات بيان ذلك في أخبارها المختلفة وتوضيح أبعاد التكنولوجيا الإيجابية على مختلف الأطراف ذات العلاقة، كالموظفين والعملاء والشركاء والمجتمع ككل.
ومن هنا يتبيّن أنه بات لزامًا على المؤسسات وبالأخص على ممارسي العلاقات العامة والاتصال ألا يتأخروا عن هذا الركب، حيث يتوجّب على ممارسي العلاقات العامة والاتصال أن يحرصوا على تزويد الجمهور بالمعلومات والتطورات في هذه المجالات كما يتوجّب تكثيف الجهود والمبادرات بما يسهم في رخاء المجتمع وبيان الجاهزية المؤسسية التي تظهر مستويات الجودة والكفاءة والدور المجتمعي لها لاسيما مع وجود المؤشرات والمبادرات الكثيرة التي تقيس تلك المستويات وأثرها على تقييم المؤسسة في مختلف الأوساط علاوة عن دورها كشريك وطني فاعل.