في زيارة لمجمع السلمانية الطبي (مبنى الفاتح)، رأيت بإعجاب الجهود الكبيرة التي يقدمها الأطباء والممرضون الأوفياء، مقابل أعداد ضخمة من المراجعين ممن أخذوا بالتوافد على دهاليز المستشفى منذ الصباح الباكر، فشكراً لهم جميعاً.
وأثناء انتظار الدخول على الطبيب، لفت انتباهي وجود براويز زجاجية عريضة، وزعت بعناية على بعض الجدران، تعرض خلالها مجموعة من الأدوات والأجهزة الطبية التي كانت تستخدم في المستشفى قديماً، وبأحجام واستخدامات مختلفة مع بعض المعلومات عنها، ورأيت كذلك عدداً من الصور النادرة والقديمة لبدايات ومراحل التحول الكبيرة للحراك الطبي والعلاجي في مملكة البحرين، وبأسفلها “كباشن” جميلة، يكاد المرء لا يستطيع تركها حتى يقرأها كلها، ويتأملها بتمعن مستحضراً الأبطال المؤسسين، وكيف ناضلوا لكي يصل النظام الصحي في البحرين إلى ما آل إليه الآن؟
المتأمل لتاريخ البحرين الصحي الذي استبق دول المنطقة بعقود عديدة، سيعرف أنه بحاجة لأن يوثق ويؤرخ ويحافظ عليه عبر تدشين متحف طبي مصغر ومتكامل، يكون مرجعاً لطلبة المدارس والجامعات من جانب، ومقصداً سياحياً من جانب آخر. حين زرت الولايات المتحدة الأميركية عام 2015 “ولاية كاليفورنيا” و “واشنطن دي سي” تفاجأت بأن الأميركان يبتدعون المتاحف لكل شيء وأي شيء، لأنهم يقدرون قيمتها جيداً، منها على سبيل المثال متحف لأفلام جيمس بوند، وآخر لتاريخ الطائرات وآخر لزيارات رواد وكالة الفضاء ناسا للفضاء، وغيرها.
الأمر بهذا الشأن، متعدد المكاسب والفوائد، من توثيق وتوفير قاعدة بيانات ومعلومات للنظام الصحي البحريني لمن يحتاجها، كما أنه سيضاف كعلامة مهمة ومتميزة للخارطة السياحية للمملكة، فمتى سنرى متحفاً يوثق تاريخ النظام الصحي في البحرين؟

*كاتب بحريني