خبر جميل نشرته الصحف المحلية صباح يوم الخميس الفائت، عن زيارة الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية الدكتور أحمد الأنصاري إلى مجمع السلمانية الطبي للاطمئنان على الوضع الصحي للمرضى والمتبرعين الذين خضعوا لعمليات زراعة الكلى، حيث التقى خلال الزيارة المرضى وأهاليهم، والطاقم الطبي الذي أجرى عمليات الزراعة، وتحمل هذه الزيارة دلالتين مهمتين، الأولى استمرار حكومة البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بأداء واجبها الإنساني والأخلاقي في تطوير ودعم برامج زراعة الكلى، والذي بدأته مشكورة منذ تسعينيات القرن الماضي، بقصة نجاح وطنية وفرت الفرص المواتية للمرضى ليستمروا في حياتهم، عبر عمليات الزراعة المجانية لاستبدال الأعضاء التالفة.
الأمر الآخر، أن الدكتور الأنصاري هو الرجل المناسب بالمكان المناسب، فالشاب الطموح لم يتوقف عن أداء واجبه الوفي لتحسين عمل المستشفيات الحكومية منذ تسلمه المنصب، وهذا أمر محمود ومطلوب لهذا القطاع الاستراتيجي بالغ الأهمية.
حين بدأنا في صحيفة “البلاد” قبل عام تقريباً، حملة “حياة جديدة” لتشجيع المواطنين والمقيمين على ثقافة التبرع بالأعضاء، انبهرنا كفريق عمل صحافي بجهود الحكومة الموقرة الكبيرة بهذا الشأن، والتي تمخضت بخروج عدد من الكفاءات الوطنية الطبية المتخصصة والمحترفة عالمياً في زراعة الأعضاء، يشار إليها في الداخل والخارج البحريني معاً، وأعجبنا كثيراً بحجم وعي المواطنين والمقيمين بهذا الشأن، سواء من ذوي المرضى، أو القريبين منهم، أو معارفهم، أو ممن ليست لهم صلة، حيث أبدوا جميعهم استعدادهم التام للتبرع بالأعضاء (بعد الوفاة)، وتشجيعهم لذويهم على ذلك.
ما يحدث ببساطة، هو صورة من الصور الجميلة التي يعرفها الداني والقاصي عن مملكة البحرين بكرم خلق ويد بيضاء، وشعور عميق بالآخر، ودمتم جميعاً بألف خير.
*كاتب بحريني