العدد 5341
الثلاثاء 30 مايو 2023
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
“إسوارة الحظ”
الثلاثاء 30 مايو 2023

بصراحة مكشوفة لم أكن أعلم بوجود “إسوارة” للحظ إلا منذ أيام، ولعلم الجميع هذه “الإسوارة” يتم بيعها في أحد المواقع الإلكترونية المشهورة مع شحن مجاني، حينها تساءلت مع نفسي “ماذا لو تكون مع شاحن مجاني؟ يشحن الحظ في الوقت الذي نريد”.
هنا، وكالعادة أخذني التحليل حتى اقتنعت أنني حتمًا مررت على تلك الصور يومًا وباتت مخزنة في ذاكرتي، وتم استحضارها بطلب وإيعاز من صندوق الأفكار الذي نخفيه ونظهره في الوقت الذي نريد، وحيث إنني أدور مع تقليب الصور والملفات لاستدعاء المناسب منها وما يتوافق مع صور واقعية ربما مرت أو لا تزال في لحظة المرور، لكنني أؤكد أنني لست في هذا الواقع خلال هذه الأيام، والسبب وجود مجموعة من الصور التي تتوافد من كل صوب، ومازالت في قولبتها حتى العجب ثم العجب.. لذلك أعزائي القراء، نعود إلى الواقع معًا.. ربما يحصل شيء ما من خلال التقنية الاصطناعية، أو أمر ما من خارج الكوكب. والآن لنسأل أنفسنا جميعا: ما هي “إسوارة” الحظ؟ وكيف نحصل عليها؟
فعليًا أحتاج منها اثنتين، ربما الحظ يصير حظين! وأعلم أن هذا المقال سيصل إلى تلك الشخصية التي تدعى “أم حظين” أو الذي يدعى “بو حظين”، حيث سيسعون حينها لطلب “الإسوارة” حتمًا لزيادة الحظين حظوظا.. ليس طمعًا على الإطلاق، بل لأنهم اعتادوا التفاؤل مع أنفسهم واستشعروا قيمة كل ما يمتلكون من خير مهما كان بسيطًا، فيربطون بين ما ينعمون فيه من خير وجزاء بالحظ. ربما الكثيرون حتى لحظة الكتابة يحتاجون نوعًا من تهيئة النفس لتقبل تقنية صناعة الحظ، بدلاً من أنهم يرجون من يعطيهم بعضًا أو كلاً منه، دون سعي أو عمل، والحل الفعلي هو في ارتداء “الإسوارة”، وأعنيها هنا بلا جدال، لأننا نعلم أن القناعة بقدراتنا على التغيير موجودة لكنها قد تتوقف لأسباب ودواع، ونحتاج لمن يرتبط بالسبب حتى يرى النتيجة التي يريد.. ربما ذلك يجعلنا ننظر لأنفسنا بطريقة مختلفة، كما في لغز “الإسوارة” الذي لن يكشفه لنا إلا أصحاب الحظوظ أنفسهم. وبشكل طبيعي فإن الخير يجلب الخير، لأنهم يعيشون في حالة تعلق واطمئنان فتزيد حالة الانشراح الدائم، والانبساط الواسع الذي ينعمون فيه، وهو سبب في انفتاح نفوسهم واستعدادها لاستقبال كل مؤشرات السعادة.
كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية