العدد 5340
الإثنين 29 مايو 2023
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
التحرر من سحر “الأوندروفين”!
الإثنين 29 مايو 2023

خلال نقاش مع عدد من الأصدقاء تساءل أحدهم: لماذا يتغير شعور الإنسان بالحب بعد فورته العجيبة فينطفئ بسرعة أو ببطء؟
قلت: الشعور بالحبِّ ينتج في الغالب عما يسميه العلماء بسحر “الأوندروفين” وهي مادة كيميائية يفرزها الجسم، وتأثيرها مشابه لتأثير المورفين، ما يخفف الألم ويعطي شعوراً بالسعادة أو النشوة والحب والارتياح نحو الآخر، وكثيرا ما يكون المحبون مغمورين بفيض من الإفرازات الكيميائية التي تسري عبر الأعصاب وفي الدم، فيشعرون بالحب والشوق واللهفة والغضب والغيرة.. لذلك فإن تناقص إنتاج هذه المادة في الجسم يكون نتيجة ضعف الارتباط بين شخصين، ومن هنا يبدأ الشعور بالنفور والإحساس بالألم وسوء الحظ، وصولا إلى اللامبالاة وربما إلى الكراهية. 
قال الصديق: بما أن الحبَّ مرتبط بالكيمياء التي ترقق الروح والإحساس بالناس والأشياء، فإن إحساس الحب يملأ عينيه، فلا يرى في الوجود إلا كل ما هو جميل، إلا أن هذه الحالة الكيميائية قابلة للتحول في كل لحظة، ما يؤدي إلى موت الحب؟ قلت: قد تحدث الصحوة من الحلم الجميل فتحل حالة الانطفاء التي يموت معها كل إحساس جميل، ويتحول إلى لامبالاة باردة! لذلك، عندما تستمع إلى من يردد العبارة الشهيرة: أحبك إلى الأبد! لا تتمالك نفسك عن الابتسام، حيث لا شيء يستمر على حاله، تماماً مثل تحولات الكيمياء. فالناس يتغيرون كل يوم، وهذا التغير قد يقبلونه في المجالات المعيشية الوظيفية، لكنهم يتحملونه بصعوبة في عواطفهم ومشاعرهم، وقد تنشأ حالة من الصراع النفسي مريرة تفقد بعض الناس صوابهم، ولكن قد تحدث الصحوة من الحلم، فتتولد حالة الانطفاء، وعندما ينتهي ما بداخلنا من مشاعر الحب، لا شيء يبقى تقريبا سوى الخواء!.
قال الصديق: لكن في غمرة ذلك تبقى هناك دائماً فسحة من الأمل لحياة جديدة محتمل أن نفيق ونحن أحرار، لا ننظر إلى الخلف، ونبدأ في استعادة حريتنا التي فقدناها مع سكرة “الأوندروفين”، نحو أفق جديد من الكيمياء!
همس
تركتُ أبوابَ الوردة مشرعةً... واليمامُ على حافة النافذة تهدلُ بالحنين.
 رحلت، فأغلقتْ الشمسُ أبوابَها... وبقيت نوافذُها مشرعةً.
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .