العدد 5337
الجمعة 26 مايو 2023
banner
وصمة عار بالملاعب التركية
الجمعة 26 مايو 2023

كان من الطبيعي أن يحظى الفعل بالاهتمام، وأن يثير الغضب والاستياء، فأن يقوم شخص بالبصق على آخر، فهو تصرف مشين، وحينما يكون مرتكبه لاعب كرة قدم ضد لاعب آخر في الفريق المنافس له وأثناء سجوده وفي دولة مسلمة مثل تركيا، فإن الفعل يزداد قبحا وبشاعة.


هذا ما حدث من سامت أكايدين، لاعب نادي فنربخشة الذي قام “بالبصق” بجانب منافسه محمود حسن “تريزيغيه”، لاعب نادي طرابزون سبور أثناء سجوده بعد تسجيله هدفا من ضربة جزاء خلال مباراة الفريقين، في الدوري التركي، وهي التي وصفها بيان نادي طرابزون بوصمة العار والعمل اللاإنساني.


الغريب أن يأتي مثل هذا الفعل العنصري في بلد يعاني بعض أبنائه ممن يلعبون ويحملون جنسيات أخرى من تصرفات تمييزية وعنصرية في الملاعب الأوروبية، والأقبح منه ذلك التبرير المخزي لفاعله عندما حاول تصوير نفسه كضحية لما وصفه بالمزاعم اللاأخلاقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه تم التلاعب بحركته التي اعتبرها من عادات لاعبي الكرة، واصفا خبر البصق بكونه افتراء ونهجا رخيصا.

اللقطة كانت واضحة لدرجة لا يمكن الحديث معها عن تلاعب في زاوية تصوير المشهد، وكان من الأجدى على اللاعب الاعتراف بالخطأ والاعتذار لمنافسه والرأي العام على ما ارتكبه على اعتبار أنها “غير مقصودة” وجاءت في لحظة حزن على دخول هدف في مرمى فريقه بدلا من المكابرة والمراوغة، سواء من اللاعب أو من فريقه فنربخشة الذي اتخذ موقفا مدافعًا بعد أن أقنع نفسه برواية اللاعب بأن ما يجري تداوله لم يكن كما حدث بالضبط وأنه تم التلاعب وخداع الرأي العام من خلال زاوية التصوير، ولو أنه أعلن التحقيق مع اللاعب وتوقيع عقوبة عليه لكان قد اكتسب احترام الجمهور حتى لو لم يتم تنفيذ العقوبة فعليًا على اللاعب.


مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية وما يتبعها من ردود فعل مخيبة وصادمة وموحية بالإصرار على الخطأ والدفاع عنه تجعل الناس تفقد الثقة فيما يتم الحديث عنه من الروح الرياضية ودور الرياضة في نشر القيم والأخلاق.


- كاتب مصري

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .