العدد 5336
الخميس 25 مايو 2023
banner
ممنوعون من السفر!
الخميس 25 مايو 2023

تصف نفسها بأنها من الطبقة التي لا تعرف معنى العشاء، وأنها وأبناءها ولسنوات يصومون مع الصائمين، ولا يجدون ما يفطرون به عند ارتفاع صوت الأذان. جاءت البحرين كزوجة معززة، لتجد نفسها ذليلة تحت ظلم زوج لم يصنها ولم يحترم غُربتها، بل ولم يرق له قلب على أبنائه الصغار.

ورغم رغد عيش ذلك الأب، تجرع فلذات قلبه ضنك الحياة لهجرانه لهم! وبعد طلاقهما لم تكسب الأم حضانة أبنائها، وحُرمت من النفقة رغم عيش أبنائها في كنفها، فعانوا من الفقر المدقع! 8 سنوات تستلم تلك الزوجة حوالات من أهلها لإعالة أبنائها البحرينيين! كما حُرمت من زيارة بلدها أكثر من عشر سنوات، فلم تكن تملك جوازاً للسفر، ولا هوية ولا حتى إقامة! فبقيت وراء الظل خوفاً من تسفيرها لمخالفتها شروط الإقامة، فتُبعد عن المملكة ولا تتمكن من العودة إليها مجدداً، فتُحرم حينها من رؤية أبنائها.. مات والداها وأخوها وأختها والكثير من أحبائها وهي بعيدة عن مجالس عزائهم.

قبل أعوام قليلة، نالت هذه الأم بعد جهد جهيد حق الحضانة، فحصلت على حقها من النفقة، وغُرمت بما يقارب 300 دينار لمخالفتها شروط الإقامة، وحصلت عليها، على أن تلتزم بتجديدها كل عامين، رغم أنها طليقة بحريني وأم لبحرينيين ومن حقها الحصول على جنسية من كان زوجها.

كل الصفحات المؤلمة في حياة هذه الغريبة يمكن أن تطويها، إلا أنها لم تعد قادرة على طي صفحة الحُكم الذي صدر عام 2013م، والذي كان كالسيف الذي وضع على رقبة أبنائها الثلاثة بعد أن منعوا من السفر خارج مملكة البحرين. فلم تعد تتحمل أن ترى الألم يعتصر قلوبهم وهم يتمنون زيارة أهلهم في بلد والدتهم، ومنعهم من السفر لأي بلدٍ كان، والذي جعلهم كما السجناء في بلدهم، وبلد والدهم الذي ومع تقدمه في العمر أخذ اليوم يتودد إليهم، إلا أنهم وللأسف يحملون له الكره بعد أن هجرهم صغاراً في مرحلتي الروضة والابتدائي، وعاد وهم في سنوات دراستهم الجامعية.

ياسمينة:

من حق الأبناء رفع حظر السفر عنهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية