العدد 5329
الخميس 18 مايو 2023
banner
ضربني ولكن لم يفقأ عيني!
الخميس 18 مايو 2023

“الضرب الذي لا يخلع للمرأة ضلعاً، ولا يفقأ لها عينًا لا يمكن أن يكون دليلًا على تعنيف الزوج لزوجته، فلا يمكنها بذلك أن تطلب الطلاق بالضرر”! هكذا قالت زوجة فشلت في الحصول على الطلاق بسبب الضرر، رغم ما تعرضت له من أنواع شتى من ضررٍ على يد زوجها، تعنيف جسدي ونفسي، وحرمان من الإنفاق. حتى أنه حرمها من دخول غرفتها لاستخدام حاجياتها الشخصية من ملابس وخلافه لثلاثة أشهر متواصلة! بل وتعرضت للطرد من منزلها ليلًا، ومع كل ذلك لم تستطع الحصول على حكم الطلاق بالضرر.
هل ينتظرون أن تفقد المرأة أحد أعضاء جسدها، وتتشوه بتشوهات دائمة أو حتى أن تفقد حياتها، حتى تثبت أنها تعاني من عنف لا يمكنها أن تتحمل أن تستمر حياتها معه؟ ألا يكفي أن تقول المرأة إنها لم تعد قادرة على أن تعيش مع رجل لا يحترمها، ولا يؤدي واجباته أمام أبنائه؟ وأنها تفقد كل يوم كرامتها باسم الحياة الزوجية!
مشكلة النساء عامة، وفي كل أصقاع الأرض، أنهن بعد أن يرفع الزوج يده عليها، تسكت، وتخفي الأمر حتى عن أقرب الناس إليها. تظن أنها المرة الأولى والأخيرة، وأنها لن تتكرر، والمشكلة أنها تتكرر مرة وأخرى طالما لم يجد الزوج من يردعه، وأتحفظ أن أقول رجلا، لأن الرجال لا يستقوون على النساء ولا على من هم أضعف منهم. تصبر المرأة على اعتداءات زوجها الجسدية حفاظاً على حياتها الزوجية، ورأفة بأبنائها، الذين لا تريد أن يتعرضوا لما قد يتعرض له أبناء المنفصلين عادة، والتي أقلها أن يعيشوا بلا أب، أو أن تحرم هي من العيش معهم، إلى أن تصل إلى الحقيقة ولكن متأخرة، بأن الحياة لا يمكن أن تستمر مع إنسان لا يخاف الله في معاملته لها.. لا أقول إن المرأة دائماً على حق، لكن أقول رُب ضرر غير مرئي يقتل أكثر من أي ضرر مرئي. 
ياسمينة:
امرأة من بين كل 3 نساء تتعرض للعنف الجسدي على يد قريب لها.
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .