العدد 5294
الخميس 13 أبريل 2023
banner
ياسمينيات ياسمين خلف
ياسمين خلف
مهرجون وببلاش!
الخميس 13 أبريل 2023

يوم كنت أدرس بالكويت، فكرت مرة افاجئ أهلي وأزورهم من دون ما أخبرهم عن موعد هالزيارة... قلت أسويها مفاجأة وأفرحهم... المهم اتفقت مع وحدة من اخواتي على الخطة... وهي بعد تشجعت واستقبلتني في المطار بروحها... يوم وصلت البيت كانت أمي الله يرحمها توها مخلصة صلاتها... ودخلت عليها... كان قلبها بوقف من الصدمة ... لأنها ما كانت متوقعة ابداً أكون وسط حجرتها وهي تعرف إني في بلد ثاني... قامت تصيح من الفرحة بطريقة ارعبتني... بعدها اقسمت إني ما اعيد هالجريمة في حق أحد من أهلي.
المفاجآت والمقالب حتى وإن كانت مفرحة ما نعرف مدى أبعادها... وشلون بكون وقعها على غيرنا ... ترى أحنا مو سواسية في تحمل المفاجآت ...  مو كان من المحتمل أن يوقف قلبي أمي حزتها؟ 
اللي قاعد يصير اليوم من هوس في والسوشل ميديا في عمل المقالب للمقربين بهدف إضحاك المتابعين... والحصول على لايكات الإعجاب ... وتداول وانتشار الفيديوهات موضوع ما يستحق إذا قسناه بالحالة النفسية اللي يمر فيها الضحايا.
أخلي أبوي في موقف محرج أو مرعب وأخلي الناس تضحك عليه ... يعني أخليه مهرج للناس وببلاش! وعشان شنو عشان لايك من فلان أو تعليق من علان اللي لا أعرف شكله ولا يمكن حتى اسمه بعد... يعني تسوى عليك تخلي أمك تعيش لحظات ألم موتك وأنت عايش وتضحك عليها في داخلك... هي يمكن تصيدها جلطة ويوقف قلبها وتتحول هالمزحة إلى محنة وعزه.
وصلنا إلى اليوم اللي ما نحتاج فيها نروح لا سيرك للضحك ولا حتى نتابع أفلام كوميدية ونكتفي بس ببرامج التواصل اللي خلتنا نشوف ناس تصمخر من نفسها وتمصخر فاللي تحبهم بس عشان الناس تضحك عليهم ويحصلون على لايكات... وصار واقعنا يقول ... أن هالمصخرة يتابعه ملايين ويحصل على لايكات أكثر من ذاك المثقف والعالم والمحترم.

ياسمينة: 
 

لا تخسر إنساناً تعرفه، من أجل إضحاك إنسان لا تعرفه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية