رزقها الله بنت... وكانت على طول تذمر....كانت تتمنى لو الله رزقها بدل عنها ولد... تعرفون هذا التفكير طبعاً... المهم... ما حمدت ربها على هذه البنت، ونقمت نعمة ربها... فزالت هذه النعمة في غمضة عين... كانت بنتها تلعب وراء السيارة ... ورجعت ريوس وداستها وماتت.
للأسف هذا هم البشر... ما يطالعون النعمة اللي بيدهم.... وما يعرفون قيمتها إلا بعد ما تزول.... المتزوجة تلعن اليوم اللي تزوجت فيه... وتحسد صديقتها اللي للحين عزابية.... وغير المتزوجة تندب حظها ليل نهار لأن فاتها القطار ... وتحسد صديقتها على حياتها الزوجية!
الأم تتذمر من تربية الأولاد وتقول أنها ورطت روحها وجابتهم... في الوقت اللي تنام المحرومة من الذرية ودموعها على مخدتها وتتمنى تسمع صرخة طفل ببتها... ربة البيت تقول أنها تعيسة لأنها ما تشتغل ... والموظفة تتمنى اليوم اللي تقعد فيه في البيت!
وما في أحد يشوف النعمة اللي هو فيها ... وما يلتفت إلا اللي في أيد غيره... كل واحد يعتقد أن غيره يعيش أفضل منه... ويتغافل عن أن ما في أحد خالي من الهموم... وأن الله ما يسوي شيء إلا خير وصلاح. 
أجزم... بأن لو تحقق لكل واحد منهم خلاف لما كتب الله ليهم... جان بيكون حالهم أتعس مما يتوقعون... يمكن المتزوجة لو تمت عزوبية كان حالها أتعس لان زوجها هو السند لها... والعازبة لو تزوجت يمكن ابتلت بزوج يهينها ويضربها... واللي رزقها بالذرية يمكن هو اللي راح يشيلونها بكبرها وعجزها... واللي نحرمت منهم يمكن كانوا بيطلعون عاقين لها. فريح الله قلبها... لو نظر كل واحد للنعم اللي عنده، وغض بصره عن نعم غيره ارتاح وريح..... الله ما يظلم أحد.  

ياسمينة:

{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} “البقرة: 216”.