+A
A-

“البلاد” تسرد قصصاً لمعاناة مرضى الكلى ومعجزة التبرع

سجلت “البلاد” شهادات مواطنين أوفياء لم يترددوا لوهلة بأن يبادروا في التبرع بالكلية لأقرباء لهم، بعد قصص معاناة مؤلمة وموجعة، أفضت نهاياتها إلى ملحمة التبرع بالكلية، فالتبرع هنا والفشل الكلوي وقصص الألم من المرض واحدة، ولا يمكن الفصل فيما بينها.


كفكفة الدموع
من هذه القصص، قصة عبدالله سويلم الذي تبرع بكليته لشقيقه بعد قصة معاناة طويلة مع الفشل الكلوي، بقوله “تبرعت بالكلية لرغبتي في تخفيف ما تعانيه والدتي من حزن، ووقف نزيف الدموع في عينيها حزناً على أخي”.


ويضيف سويلم “السبب الثاني يعود إلى إحساسي بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى بأنه يجب أن أضحي، وذلك من أجل أن أرى أخي في صحة وعافية، وأن يعود إلى عمله ليتحمل مسؤولية زوجته وأولاده”.


ويوضح “عاني أخي كثيراً من الغيبوبة، وارتفاع ضغط الدم، وبعد متابعات علاجية في الرياض، تبين أن لديه فشلاً كلوياً، حيث كانت تعاوده غيبوبة من حين لآخر، وقد استمرت معه هذه الحالة، حتى سقط في غيبوبة مدة 12 يوماً”.


ويتابع سويلم “عرض شقيقي نفسه على الأطباء في المستشفى العسكري، فقاموا بسلسلة طويلة من غسيل الكلى له، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة لي معه، تبين تطابق الأنسجة بنسبة 100 % بحالة نادرة ولله الحمد، بعدها قمنا بعملية الزرع، لكي يستمر في الحياة”.


“سلامته بالدنيا”
ويسرد محمد يوسف بوزبون، بدوره، تجربته مع ابنه صالح والذي كان يعاني من ضعف البنية، وقلة الشهية، والعزوف عن الطعام والشراب حتى وصل عمره إلى ست سنوات، وأصبح صالح وبسبب الفشل الكلوي، يعاني تقطعاً في البول، ومن الدوار، ولا يستطيع القيام بأي عمل، مما أزعجه ذلك فعرضه على الأطباء ما بين المستشفى السلمانية والعسكري.


إلا أن النتيجة التي كانت تنتظرها الأسرة، على غير المتوقع، فالنتيجة فشل كلوي في الكلية اليمنى، وصل إلى درجة الصفر، أما الكلية الأخرى من الجهة اليسرى، فكانت تعمل بنسبة 50 % فقط، وساءت هذه النسبة تدريجياً، بحالة مؤلمة غير مريحة للأسرة كلها.


وبعد سلسلة من الفحوصات والتحاليل اللازمة، لطريق التبرع، وإخراج ابنه صالح من اليأس، شاءت الأقدار بأن يكون سبباً في إنقاذ حياته، بقوله “سلامته عندي بالدنيا كلها، هذا ولدي، وفلذة كبدي، وإن الدنيا لا تسعني فرحاً عندما أرى ابتسامته على وجهه”.


حياة جديدة
بدوره، يروي حسن محمد تجربته مع ابنته مريم، والتي تعاني من أحد العيوب الخلقية في كليتيها، وعندما بلغت السنتين ظهرت عليها أعراض المرض.


ولقد اعتمدت مريم على برنامج مكثف من العلاج مدته ثمانية أشهر تقريباً، قبل إجراء عملية الزرع، وبالرغم من صغر سنها، تحملت مرارة الدواء، بمرض ابتليت فيه، وسهرت الليالي بسببه.


ويردف محمد “لقد أجرت والدتها في بادئ الأمر الفحوصات اللازمة، ولكن نتيجة التشخيص تبينت بأنها لا تصلح بالتبرع، حيث إن الأنسجة غير مطابقة، فكانت الصدمة، وبعد أن أجريت لي ذات الفحوصات، تبين أن الفصيلة الأنسجة مناسبة”.


ويوضح “أجريت عمليتان لي ولطفلتي مريم، وتم استئصال كليتي اليمنى، وأعطيت لمريم، لتدبّ فيها الحياة من جديد، وهي تحمل كليتي البالغ حجمها ضعف كليتيها الصغيرتين أربعة مرات”.


الأخ المنقذ
واستكمالاً لقصص البطولة، كان لياسر مجدم الكواري وقفة رائعة مع شقيقه محمد، والذي بدأت اعراض الفشل الكلوي لديه بارتفاع ضغط الدم، وإحساسه الدائم بالقيء، والدوخة، وعدم فتح الشهية، وآلام في الأرجل، وصعوبة في المشي حتى مسافة 200 متر فقط.


وعرض محمد وهو الأخ الأكبر سناً نفسه على الأطباء، وبعد تشخيص حالته، وصف له الطبيب حبوباً للضغط، كما خضع لنظام غذائي معين، وبعد المتابعة ورصد ارتفاع نسبة الأملاح لديه، تبين بأن لديه فشل كلوي متقدم، وبأن هذه الأعراض ما هي إلا بسببه.


وبعد فحوصات مطولة، للبحث عن أسباب مرض كليته، والتي حملت تقارير طبية أجراها في بريطانيا، تبين أن الكلية في طريقها الى التلف، وأن عليه أن يستجيب للغسيل الكلوي، فخضع أربعة شهور كاملة لها، ذاق فيها صنوف الألم، مع وضع برنامج غذائي شديد القسوة.


وبعد سلسلة من فحوصات الأقارب، تبين أن أخاه ياسر هو الأفضل لذلك، وحدد موعد العملية، ودخل ياسر لغرفة العمليات يسبقه الحماس في إنقاذ أخيه محمد، وكان ذلك ولله الحمد.


قصة الألم
رياض راشد بو هزاع، كانت له بدوره وقفه رائعة مع والده راشد، والذي كان يعاني من مرض السكر لفترة طويلة، قبل أن تتسبب مع مرور الوقت بانتشار بقع من المياه السوداء، نتيجة فشل كلوي في كليتيه.


وبعد سلسلة من الفحوصات وأخذ العينات والتحاليل، والأشعة، وتطابق نتيجة الأنسجة بين الأب وابنه رياض، تم إجراء عملية زراعة الكلية، لتوقف قصة الألم المستمرة للأب، وبفرحة طالت جميع أفراد العائلة.