لا لخطابات التحريض والكراهية وازدراء المعتقدات والرموز
إعلاميون: قوة الصحافة من قوة الدولة وخط الدفاع الأول عن الأمن
قال صحافيون لـ “البلاد” إنهم يستذكرون في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف 3 مايو من كل عام، مآثر الصحافة البحرينية في بناء الإنسان، وفي تلبية تطلعات المواطنين نحو حياة أفضل، موضحين أن الصحافة البحرينية تعيش انتعاشًا كبيرًا في ظل العهد الإصلاحي لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
حرية التعبير
بدورها، نوهت الصحافية سماح علام القائد بآفاق التطوير المفتوحة أمام الإعلام الوطني وأمام جميع العاملين فيه، ففي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للصحافة في الثالث من مايو، يأتي الشعار “تشكيل مستقبل للحقوق: حرية التعبير” كمحرك لجميع حقوق الإنسان الأخرى، ليثبت وجود الرابط القوي بين حرية التعبير وحقوق الإنسان.
وأضافت “على مدار الثلاثين عامًا الماضية أتت شعارات هذا اليوم لتعبر عن هموم المهنة من جهة وآفاق العمل المستقبلية من جهة أخرى، إلا أن التأكيد العالمي يقوم على حماية الحق في حرية التعبير، وتعزيز دور الإعلام؛ من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويفخر العاملون في مجال الصحافة والإعلام بوجود منظومة إعلامية وطنية تتسم بعملها الديناميكي المتغير، فالصحافة كانت وما تزال تعتبر أحد العناصر الرئيسة في المسيرة التنموية الشاملة بقيادة ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وهي أيضا واحد من أهم أعمدة المشروع الإصلاحي والديمقراطي الرائد”.
وأردفت القائد “لعل من أهم الآفاق المستقبلية للعمل الصحافي هي الاستفادة القصوى من مفهوم دمقرطة الذكاء الاصطناعي، والذي يصب في اتجاه إتاحة الذكاء الاصطناعي بشكل أوفر وأوسع أمام الناس وفي كل التخصصات، فالمنافسة على الإبداع والموهبة مستمرة ولا نهاية لها، ففي ظل وجود تحديات كثيرة منها شح الإعلانات ونضوب مصادر التمويل، لابد من الحرص على تقديم الصحافة لنفسها بشكل قوي ومتجدد؛ لكي تثبت حضورها وتأثيرها الذي يجب ألا يغيب”.
وتقول “على الرغم من دخول منصات التواصل الاجتماعي بقوة باختلاف نوعية المحتوى إلا أن الصحافة تملك من القدرة المهنية والمعرفية على إيجاد محتوى منافس قائم على مخاطبة العقول والتحليل والدراسة والنقاش والبحث، وبطبيعة الحال، فإن القادم قائم على القدرة على مجاراة الرقمنة والتكنولوجيا المتقدمة في المجال، والتميز في إيجاد صناعة إعلامية مختلفة تساهم في التنمية بجهود وطنية مخلصة”.
بناء الإنسان
وأكدت رئيسة جمعية الصحفيين السابقة عهدية أحمد أن الصحافة البحرينية تعيش انتعاشًا كبيرًا في ظل العهد الإصلاحي لعاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، موضحة أن الصحافة البحرينية عريقة ومتطورة وتعكس احتياجات المواطن وتطلعاته نحو مستقبل أفضل. ونستذكر في اليوم العالمي للصحافة، الأثر الخير الذي تتركه الصحافة البحرينية في بناء الإنسان، وفي كشف الحقيقة لصناع القرار وللمسؤولين، موجدة بذلك شراكة تفاعلية مؤثرة ما بين السلطة الرابعة والسلطة التنفيذية، وهو أمر ملموس ومشهود من الجميع”.
وزادت “تقوية الصحافة تقوية للدولة نفسها، ولصوت المواطن، ونحن فخورون بما تحققه الصحافة البحرينية يومًا بعد يوم، وما هي ماضية إليه”.
بناء المجتمعات
أوضح الكاتب الصحافي بصحيفة “أخبار الخليج” أحمد عبدالحميد أن “اليوم العالمي للصحافة مناسبة لتأكيد دور الصحافة والإعلام الحيوي في بناء المجتمعات والمساهمة الفاعلة في نشر الوعي بين مختلف فئات هذه المجتمعات، وأن البناء الصحي لأي تطور في الأوطان لابد أن يصاحبه وجود صحافة وإعلام يتمتع بالحرية في عرض جميع القضايا التي تشغل الرأي العام”.
وزاد “في مملكة البحرين، تسعى الصحافة المحلية إلى مواكبة التطورات المتلاحقة في هذا المجال من خلال محاولة تطوير أدواتها لتبقى أكثر اتصالا بالمواطن، وأن تعبر عن احتياجاته ومتطلباته بصدق وتنقلها إلى صناع القرار سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية، وهذا جهد يتطلب مساندة مستمرة من المعنيين الذين عليهم أن يتفهموا يدركوا قيمة النقد البناء في تعزيز مكتسبات الوطن والمواطن. ولا نغفل في هذه المناسبة أن نلقي الضوء على التحديات التي تواجه العمل الصحافي على المستوى المحلي والعالمي، وعلى رأسها ضرورة خلق كوادر صحافية تمتلك المهارات الإعلامية الحديثة؛ ليكونوا بصدق مرآة المجتمع”.
وأضاف عبدالحميد “لعبت الصحافة البحرينية أدوارا بناءة في العديد من المحطات الوطنية، ولعل آخرها خلال جائحة كورونا، حيث وفرت المنصات اللازمة لنقل المعلومات الصحيحة والصادقة بشأن الجائحة، وأسهمت في تعزيز الوعي المجتمعي في مواجهتها، وكانت أحد عناصر فريق البحرين، ما مكن المملكة من تحقيق تجربة يحتذى بها عالميا في هذا الشأن”.
مكانة مرموقة
من جانبها، أكدت الكاتبة الصحافية في صحيفة “الأيام” تمام أبوصافي الدور المحوري الذي لعبته الصحافة الوطنية على مدار عقود مضت، مشددة على الدور الكبير للقيادة الحكيمة وعلى رأسها عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة في دعم ومساندة الصحافة الوطنية.
وقالت أبوصافي “إن مناخ الحريات الصحفية في البحرين قد تطور بشكل يتواءم مع تجربة الصحافة البحرينية كصحافة عربية لها باع طويل في المنطقة”.
وتابعت “ولو نظرنا إلى تفاصيل دور الصحافة الوطنية، نجد أن الصحافة الوطنية قد لعبت دورا حيويا ومؤثرا عكس تطلعات المجتمع البحريني، ونقل القضايا المختلفة إلى صناع القرار، وكذلك دورًا رقابيًا فعالا على أداء العديد من المؤسسات الرسمية، ونقل القضايا بموضوعية لا تخلو في بعض الأحيان من الانتقاد البناء؛ من أجل الوصول إلى الأفضل، كذلك لعبت الصحافة دورا مهما عبر تغطية أداء المجالس المنتخبة، والقضايا التي يتم تناولها تحت قبة البرلمان لاسيما المجلس المنتخب بلغة أيضا لا تخلو من النقد، وهذا الوضع الطبيعي في مسيرة تطوير الديمقراطيات في مختلف أنحاء العالم”.
ولفتت أبوصافي إلى الدور الوطني الذي لعبته الصحافة المحلية لاسيما خلال جائحة “كوفيد 19” والحرص على نقل المعلومات من مصادرها الموثوقة؛ لتفادي الشائعات في ظل ما يمكن وصفه بالفوضى الإعلامية التي تشهدها بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت أبوصافي “ما نتطلع إليه اليوم هو مظلة تشريعية متطورة تواكب مختلف التطورات التي شهدتها وسائل الإعلام، بما يحفظ للصحافة مكانتها ودورها، وحقوق العاملين في مؤسساتها عبر قانون مستنير طال انتظاره”.
خطابي: الملاءمة ما بين حرية التعبير ودمقرطة الحق في الاتصال
أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال أحمد خطابي أن اليوم العالمي لحرية الصحافة يشكل لحظة لاستحضار الحقوق المهنية للعاملين في الحقل الإعلامي.
كما شدد على ضرورة الملاءمة بين حرية التعبير ودمقرطة الحق في الاتصال وما يقتضيه الأمر، في الزمن الرقمي، من التزام بالمسؤولية ومراعاة لقدسية الرسالة الإعلامية في بث ونشر المعلومات والحقائق، وصيانة حرمة الحياة الخاصة، والامتناع عن التضليل الإعلامي، وعدم المساس بنقاوة القيم المجتمعية مشددا على نبذ خطابات التحريض والكراهية، وتفادي ازدراء المعتقدات والرموز الروحية، وحماية المصالح الوطنية، وصناعة محتوى إعلامي موثوق يسهم في إحكام تدبير وتخليق الشأن العام.
وقال السفير خطابي إن انقضاء 3 عقود على إطلاق اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة لتأكيد الحاجة إلى مزيد من التضامن الدولي الداعم للإعلام الفلسطيني في مسيرته؛ من أجل التحرر والكرامة.
انفتاح كبير
بذات السياق، أشار الصحافي والمستشار الإعلامي خالد أبو أحمد إلى أن اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصة لتأكيد الدور الكبير الذي لعبته الصحافة عموما الارتقاء بالبشرية في المجالات كافة، وأهمها زيادة المستوى المعرفي بين الناس وتبصيرهم بالتحديات التي تواجههم سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية.
وأضاف أبو أحمد “كلما شهدت الكرة الأرضية التطور والازدهار زادت أهمية الصحافة في حياتنا، ونحن في كل يوم تزداد حاجتنا للصحافة والصحافيين؛ لأن هذه المهنة أصبحت ترتبط ارتباطا وثيقا بمعايش الناس في حاضرهم ومستقبلهم”.
وزاد أن “الصحافة البحرينية في عقودها الثمانية أسهمت بقدر كبير جدا في تطور حياة البحرينيين في سائر المجالات وجعلت للبحرين ميزة تفضيلية؛ كونها منبعا للثقافة والمعرفة والإبداع الإنساني الشفيف، وفي العهد الإصلاحي الميمون دخلت البحرين مرحلة جديدة من التطور والانفتاح الكبير الذي شهدته بعد ميثاق العمل الوطني”.
وأضاف “لعبت الصحافة دورا غاية في الاهتمام والإحساس بالمسؤولية، فضلا عن التبشير بالإصلاحات الجديدة وترسيخ قيم المشاركة والتعاون والتعاضد؛ من أجل نهضة البحرين، ودافعت الصحافة عن المكتسبات والإنجازات التي حققتها المملكة بفضل الرؤية الثاقبة لقيادة البلاد”.
وأردف أبو أحمد “في كل الأحداث المصيرية لم تتخلف صحافة البحرين عن التأثير، بل كانت في خط الدفاع الأول عن البحرين في كل التحديات والأيام العصيبة التي مرت بها، فدافعت عن الإنجازات التي شهد عليها العالم قاطبة، فكان زملاء العمل الصحافي ينتشرون في كل الميادين وينقلون نبض البحرين للعالم الخارجي، فنجحت نجاحا كبيرا في جهودها؛ الأمر الذي جعلها مكان تقدير واحترام من شعبها ومن كل الشعوب الحريصة على أوطانها”.