بعد تسجيل أكثر من سبعة عشر ألف طالب وطالبة علامة الرسوب في الفصل الدراسي الأول - يمثل طلبة التوجيهي نسبة لا يستهان بها منهم - فإننا نحتاج خطة عمل مركزة تنتشل هذه الفئة وغيرها من وضع الرسوب، لتضعهم على السكة الصحيحة لاستكمال مشوارهم الأكاديمي بكل سلاسة ويسر، ولنا أن نستفسر - ونحن على وشك نهاية الفصل الدراسي الثاني -: ما هي خطط وزارة التربية والتعليم لهذه الفئة؟ وهل تم عمل خطط أكاديمية خاصة لهم؟ وهل تم رفع مواد إثرائية لتجويد واقعهم الأكاديمي؟ وما هي الكيفية التي ستتم من خلالها دراسة أوضاعهم تمهيدًا لإجراء امتحانات الإعادة؟ وهل سيتم احتساب الامتحانات من “100 درجة”؟ خصوصًا أن العديد منهم فقد الكثير من الدرجات في نموذج الفصل الدراسي الأول، ما ساهم في رسوبهم في هذه المواد في الفصل الدراسي الأول - وكيف سيتم استدراك ذلك؟ حتى لا تتكرر وضعية عنق الزجاجة لهذه الفئة المتضررة من تبعات “كورونا” وكثرة الأمراض والعدوى، ما نتج عنه ارتفاع الفاقد التعليمي في الفصل الدراسي الأول.
جرِّب أن تسأل بعض هؤلاء الطلاب، فإنك لن تجد إلا الحيرة واقعا لكثير منهم، وهنا المشكلة، حيث لم توظف المناهج العلمية وخطط العمل من المختصين في مجالات مثل سوسيولوجيا التعليم وغيرها في الخروج بتوصيات لمعالجة وضع هؤلاء الطلاب، ممن يحتاج للكثير من الدعم والإسناد لتعويض فاقدهم التعليمي وانتشالهم من الرسوب.
من هذا المنبر نلتمس من المختصين في وزارة التربية والتعليم إعداد خارطة طريق واضحة، توزع على طلبة الإعادة، لتتضح لهم خطة العمل التي سيسيرون عليها حتى الوصول إلى بر الأمان، وحتى لا تتسبب مادة أو أكثر في خسارتهم هذا العام الدراسي، خصوصًا ما كان من الوضع الاستثنائي الذي واكب الفصل الدراسي الأول، والذي لا يخفى على الجميع، وحتى لا تتكبد الوزارة ملايين الدنانير في الصرف على عام دراسي معاد.
* كاتب بحريني