انتشر الأسبوع الماضي مقطع فيديو يوثق مخالفة تجاوز الإشارة المرورية الحمراء لسيارة مسرعة كادت تصدم أحد المشاة أثناء المخالفة، وهروب الشخص، وقد تصدر الفيديو الذي التُقط بواسطة كاميرا “داش كام” مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال فترة وجيزة أعلنت السلطات اتخاذ الإجراءات القانونية ضده، وهو مؤشر واضح على سرعة السلطات في ملاحقة من يهددون سلامة الناس بخرق الأنظمة والقوانين وتجاوزها بهذه الطريقة اللامسؤولة، وقد تجلت في هذه الحادثة صورة من صور الشراكة المجتمعية التي ظلت القيادات الأمنية تنميها وتوصي بها المواطنين لتجويد الواقع الأمني في البلاد، وقد تميزت هذه المرة بأن الضبط المروري كان بواسطة كاميرا “الداش كام” وهي الكاميرا التي تثبت في الجزء الأمامي من كبينة القيادة، ويمكنها ضبط كامل رحلة السائق ورصد وضبط جميع التحديات التي قد تواجه السائق من مخالفي نظام المرور، سواء في الحركة المرورية التي أمام السائق أو خلفه، وهي اليوم تنتشر أكثر في ظل تطور هذه التكنولوجيا بشكلٍ واضح في البحرين أسوة بدول الخليج، وهي طريقة نظامية تجعلنا نتخلص من الطرق غير النظامية القديمة التي تقوم على استخدام السائق الهاتف النقال لرصد المخالفات، وهو في نفس الوقت يخالف القانون باستخدام أجهزة الهاتف النقال.
يشعر الكثير من المواطنين اليوم بالمرارة لازدياد المخالفين المهددين للسلامة المرورية، وهم على استعداد كامل للتطوع في التعاون كتفًا بكتف مع رجال المرور الذين يسهرون على سلامة المواطنين، والذين باتوا اليوم بفعل الارتفاع المهول لأعداد السيارات التي تجول مختلف الطرق يستحيل عليهم الوجود في كل المواقع والنقاط المرورية.
ومن هنا قد يكون تدشين الإدارة العامة للمرور حملة تساهم فيها شركات التأمين الكبرى في البحرين من خلال تمويلها عملية بيع هذه الكاميرات “الداش كام” بأسعار رمزية أو حتى منحها بشكل مجاني لمن يرغب في أن يكون عينا ساهرة في خدمة السلامة المرورية وضبط المخالفات التي تهدد سلامة الناس، ما يجسد الشراكة التي تخدم الجميع، ومن شأن ذلك أن يؤدي أيضا إلى خفض مصاريف التعويضات التي تتحملها شركات التأمين.
* كاتب بحريني