العدد 5291
الإثنين 10 أبريل 2023
banner
الحياة وفلسفة الرياضة
الإثنين 10 أبريل 2023

فلسفة الرياضة كما يصفها الخبراء أن تقدم كل ما عندك إلى خط النهاية، وأرى الحياة اليومية لا تختلف عن ذلك، فهي كالمباراة والسباق الرياضي، لا يمكنك التحكم بما هو خارج عن سيطرتك من المتغيرات، حيث لا يمكنك التحكم بحرارة الجو، ولا أعراض التعب والإجهاد، ولا حالات الغش والتلاعب التي قد يقوم بها خصومك، ولا حتى الشتم داخل أرض الملعب أو على منصات التواصل الاجتماعي لمحاولة ازدرائك أو النيل منك أو من عزيمتك، وما من رياضي متميز استطاعت هذه المتغيرات أن تعيقه عن مواصلة مسيرة إنجازاته، فالرياضي الناجح بناء نفسي قبل أن يكون بناء عضليا، فالتدريب اليومي هو أمر نفسي قبل أن يكون بدنيا، وما أحوجنا لتمثل ذلك في حياتنا اليومية حيث تواجهنا كثير من المنغصات التي تعترض طريقنا كل يوم، ولا نستطيع التحكم بها ولا السيطرة عليها، لذا يجب التركيز والعمل على ما في قدرتنا وتحت أيدينا من صقل عزائمنا والتركيز على رسالتنا، وكيفية الوصول إليها لتحقيق أهدافنا.
إياك أن تهتم إذا خسرت إحدى المنافسات، وتقبل ذلك وكأنه درس تحضيري للاستحقاقات القادمة، فلا تفقد ثقتك بنفسك أمام نبرات التشكيك في قدراتك، أو إطلاق الألفاظ اللئيمة في حقك، لا تهرب أبدا، بل واجه كل المنغصات ببذل المزيد حتى أقصى درجات تحملك، وتوقف عن إضاعة الوقت في التفكير بما قد يقولونه فيك، وتذكر تلك الحالات التي توقفت فيها لأنك اعتقدت أنك انتهيت، وكم تندمت بعد ذلك، احسب خطواتك كلها وراجعها، وتأكد ما إذا كانت تتقدم بك أو تبعدك عن أحلامك.
سوف تستهدفك النيران الصديقة ولا شك، فلربما من يضحك في وجهك يكون ألد أعدائك وهو من يحيك لك المكائد، قد يبكي معك في حزنك، لكنه في الحقيقة من تسبب في معاناتك وأنت لا تدري، يعطيك من طرف اللسان حلاوةً فإذا توارى عنك فهو العقربُ. احرص على العادات اليومية الإيجابية التي تجنبك حتى الالتفات إلى تلك العوائق، اقتنِ الكتب المفيدة التي تحتاجها لرحلتك وراحتك، وتعلم أن تغذي عقلك وتدربه، وأن تبني حالة استقرار واستعداد لكل التحديات ولو بخطوات صغيرة جدا، المهم أن تقاتل في سبيل الالتزام بها يوميا، فلا تفوتها ولو لمرة واحدة، فمن هنا يدخل شيطان الكسل، وتذكر أن الوقت الذي تقعد فيه عن العمل، غيرك يبني فيه مجده.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .