أيام تفصلنا عن يوم العمال الذي يصادف الأول من مايو، يوم التعبير الخالص والثناء البالغ لكل عامل أفنى حياته مضحياً بوقته وصحته صامداً مكافحاً لتتقدم البشرية وتنهض بفضل أكتافه، ورغم ارتباط هذا التاريخ في بداياته بالحركات اليسارية والعمالية بل والشيوعية منها ليصبح رمزاً لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها، إلا أنه على ارتباط وثيق بالإسلام الذي استطاع أن يؤمن ويصون هذه الطبقة، ففيه من أحكام الأجير ما يغني عن تمجيد هذه المناسبات.
ونالت مملكة البحرين مراكز متقدمة عربياً وعالمياً في قائمة أفضل دول العالم معيشة لإقامة العمالة الوافدة، كمركز مشرف يؤكد حجم الاهتمام والفرص التي تقدمها مملكة البحرين لاستقطاب شريحة منتجة تسهم في تطوير البلاد، كما نطمح أن تقدم المزيد لأبناء الوطن وتحفيزهم للعمل في المجالات والأعمال البسيطة التي تقوم بها العمالة الوافدة كأحد الحلول التي قد تسهم في تقليص نسبة البطالة.
الاحتفال بيوم العمال العالمي فرصة للنظر من جديد في كل ما يقود إلى التطوير والتعديل في القوانين الداعمة لحقوق العمال، يجب أن يكون 1 مايو يوما نقف فيه وقفة إنسانية نراجع فيها أوضاع العمال وظروفهم، واستذكار ما تحقق لهم، كما أنه فرصة لتدارس أحوال الطبقة العاملة وتقييم إنجازاتها، إنه يوم يجب أن يعاد التذكير فيه بحقوقهم وواجباتهم الأخلاقية والقانونية.
وحتى لا ننسى ولن ننسى رغم مرور سنوات على أزمة البحرين، موقف من هبوا للعمل تطوعاً وحباً، ذكريات لا يمكن محوها أو نكرانها، واجبنا أن نذكر ونستذكر رافعين القبعة في يوم العمال مستحضرين مواقفهم الوطنية الإنسانية، مواقف بطولية عندما هبوا للعمل وملء الفراغات والمواقع التي تركها الآخرون. ‎نوجه تحية من القلب لهم ولكل من فزع للوطن تطوعاً في أزمة كورونا رغم انتشار المرض، تحية لكل عامل مخلص تصببت عرقاته طوال العام لأجل أن يحيا الوطن في عزة وخير ورخاء.
* كاتبة بحرينية