لست من هواة إضاعة الوقت في رمضان مع تفاهات، خصوصا بعض المسلسلات الخليجية، وعتبي على كثرتها وكثرة البرامج التلفزيونية في هذا الشهر الفضيل التي ألهت الكثيرين، مغيبة عنهم الحس الديني والمعاني الحقيقية المستفادة من هذا الشهر.
لقد أقبل علينا رمضان، نعمة كبرى يقدرها حق قدرها المخلصون الصالحون الذين يتركون الشراب والطعام والتفاهات، ويتلذذون بطول القيام بعيون دامعة وقلوب خاشعة وألسنة صائمة عن الفحش، مشاهد قد لا نراها بذات الحجم والمسؤولية والحرص الذي كانت عليه في الماضي.
هناك جوانب مضيئة في رمضان اليوم لا يمكن إغفالها، لكن رغم إيجابيات الشهر الكريم إلا أن أمورا عديدة وظواهر كثيرة تحدث فيه تحتاج إلا وقفة! الحال وكأن هناك من الأيادي الخفية التي تستثمر شهر الروحانيات والعبادة والتقرب إلى الله لنشر الفساد والذنوب والمعاصي.. تجهر بحربها لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، متناسية قوله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَ‍‍احِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم ْعَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
لا يغيب عنا الحديث الشريف (عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”).
يمر شهر رمضان سريعاً، نأمل أن نكون قد استثمرنا لياليه الفضيلة لننفع بها أنفسنا ونبارك بها حياتنا لتحل علينا الراحة والطمأنينة والسعادة التي لن يفهمها ويشعر بها إلا من مارس طقوسه الدينية، مصلياً قائماً مقيماً للأعمال الصالحة متقرباً إلى الله سبحانه وتعالى.
وبمناسبة قرب عيد الفطر المبارك “عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير”.

* كاتبة بحرينية