العدد 5303
السبت 22 أبريل 2023
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
هل عيد اليوم شبيه بعيد الأمس؟!
السبت 22 أبريل 2023

ها قد مر رمضان كسرعة البرق، تاركاً في القلب شوقا لأيامه ولياليه الروحانية الإيمانية المباركة، وعاد العيد لنعيش لحظاته فرحة وتقاربا بين الأهل والأحبة.
لكن هل عيد اليوم شبيه بعيد الأمس؟! هل ننتظره بلهفة الطفولة؟! ترى ما الأسباب التي استطاعت أن تغير لحظات جميلة كانت تخطف النوم من أعيننا فرحة بقدومها؟!
كبرنا وتعرت الأيام أمامنا ليظهر منها ما لم تستوعبه طفولتنا، وأصبحنا ندرك ما معنى أن يختلط الحزن مع فرحة العيد ونحن بعيدون عن أحبة أرواحهم صعدت إلى السماء، كما أصبحنا ندرك اليوم معنى الفراق والمرض والقهر والمسؤولية، أصبحنا ندرك ويلات الحروب والأمراض والكوارث، لقد اقتحمت الأحزان والآلام حياتنا، فكيف تتعمق بنا مشاعر الفرحة واللهفة بالعيد؟!
ظروف شردت الأذهان ورسمت ابتسامة مصطنعة، أينما تولي وجهك ترى أمة المليار تعاني الأسى والظلم والاضطهاد، عالم معتل بويلات أفقدته جماله، اعتل بعد موت الضمائر وانتكاسة موازين الإنسانية، عالم انحدرت فيه مفاهيم الحب والسلام، لتحصرنا النزاعات والحروب، فهناك غريب وقريب يشرع الفوضى ويدس سمومه لإيقاع البشرية ونشر الفرقة والفساد لجر مجتمعاتنا للظلام حتى فقدنا أمننا وأماننا، للأسف تحول الكثير منا إلى أعداء يكيلون لبعضهم البعض الحقد والضغينة، تفرقنا حتى ونحن إخوة داخل الأوطان.
“عيد بأية حال عدت يا عيد”.. عبارة نرددها اليوم ولكن ستبقى الإرادة والأمل والعزيمة في البحث عن بارقة أمل لمحوها، فلنتعلم ونعتبر ونضع الأمور في موازينها، لنتشبث بالتصالح ونبادر بالتسامح، ننقي القلوب، ونصفي النفوس، لنودع سوء الخلق ونرمم الشروخ، ونلم الشمل قبل أن يودعنا، فالعيد فرصة لكسر الحواجز بالتقارب.
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية