العدد 5306
الثلاثاء 25 أبريل 2023
banner
“تشييش” البنات في العلن!
الثلاثاء 25 أبريل 2023

أمراض القلب في انسداد شرايينه وما يعقبه من جلطات أو سكتات، وأمراض اللّثة في التهاباتها واسودادها، وأمراض الفم بروائحه المُنفّرة وأسنانه المُصفرة التّالفة، والأمراض المعدية البكتيريةً والفطريّة والسرطانية في الشفة والرئتين والبلعوم، وتعرّض الأجنّة للتشوهات الخلقية، وظهور التجاعيد على البشرة والإصابة بالعقم وخطر الإجهاض وتسريع الشيخوخة.. إلخ؛ قد تبلغ خطورتها الطبية والعلمية لأنْ تكون سببًا للموت المفاجئ في أوساط الأطفال والبالغين والشباب من الرجال والنساء. وكلّ ذلك بفضل (التناوب) الاحترافي المحموم على السجائر و”القَدُو” والنرجيلة التي أضحت فيها الأخيرة – التي عُرفت مؤخرًا باسم الشيشة - واحدة من العادات السيّئة ذات الأذى البالغ بعدما أكثرتْ من إدمانها غالبية الناس دون أنْ تقتصر على فئةٍ محددة أو جنسٍ معين.
في الوقت الذي تُصادفنا مناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين بعد حوالي الشهر ونيّف - 31 مايو من كل عام – واستماتتها الدورية في رفع مستوى الوعي الصحي والأخطار المترتبة على استهلاك جميع أنواع التبغ وأشكاله؛ نلحظ الانتشار المريع الذي تشهده جميع المجتمعات العالمية – دون استثناء - لظاهرة تدخين الشيشة التي تستميل فيها المقاهي والاستراحات للشباب والفتيات من متنوع الأجناس ومختلف الأعمار برائحة النكهات التحريضية المثيرة التي تزداد سوءا عن تدخين السجائر بعشرات المرات وفق ما أكدته آخر الأبحاث حول ما يحتويه قطران الدخان الذي يُستنشق من جلسة الشيشة لمدة ساعة واحدة ما يُعادل (600) سيجارة، وغاز أول أكسيد الكربون من (150) سيجارة أودت بحياة ما يقرب من الـ (6) ملايين شخص سنويًا! من جانب آخر، تبدو أنواع المستحضرات التجميلية أو العلاجات الوقائية التي تُنفق النساء الكثير من المال على شرائها؛ عاجزة عن إصلاح ما أفسده (المُعسّل) كالتجاعيد التي تظهر عند زوايا الفم وجفاف الشفتين وبقع الوجه وانطفاء بريق العينين وتساقط الشعر وتقصف أطرافه، علاوة على أخطر الأضرار التي تلحق بخصوبة المرأة وحملها ورغبتها في الإنجاب واحتمالات الولادة المُبكرة أو موت الجنين لانفصال المشيمة وحالات النزف.
نافلة: 
أضحى تزايد ظاهرة تدخين البنات للشيشة في الآونة الأخيرة لافتًا، حيث لم يعد الأمر سرًا - كما كان في السابق - بعد أنْ تكاثرت مقاهي الشيشة الشعبية التي خصصّت بعضها أركانًا خاصة بالفتيات بدواعي الموضة والتمدّن تارة، وبين تمضية أوقات الفراغ والتسلية تارة أخرى، حتى وصل الحال بهذه العادة الدخيلة أنْ تتردد البنت واضعة “رِجْلٍ عَلَى رِجْل” على المقاهي المنتشرة بصورة علنية دون خجل بعد أنْ كانت تتخفى في الكبائن المغلقة!
كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية