المشهد الأول
نائب المدير العام يلقي كلمة في حفل توديع رئيسه بمناسبة خروجه على التقاعد، ويؤكد في كلمته أنه كان محظوظا بالعمل معه لما يتصف به من خصال قيادية مميزة وخبرات عملية غنية، بل إنه أي المدير العام مدرسة في الإدارة حسب وصف النائب.

استذكر النائب في كلمته وهو يمتدح المدير العام مواقف إدارية صعبة استطاع التعامل معها بحنكته الإدارية. كما وأشار النائب إلى إيمان المدير العام الراسخ بأهمية التدريب والتطوير وإعداد الصف الثاني من القياديين الشباب وجهوده الكبيرة في الارتقاء بأداء المؤسسة ووصولها إلى تلك الأكثر تقدمًا وتطورًا.

المشهد الثاني
بعد مرور يومين على حفل توديع المدير العام التقى النائب بعدد من المقربين له في المؤسسة الذين بدأوا في مدحه والإشادة بقدراته القيادية المميزة وأنه، أي النائب، هو الشخص المناسب الذي يمكن أن يخلف المدير العام.

أكد أحدهم قائلًا إن الجميع يعلم من كان وراء نجاحات المؤسسة في إشارة إلى النائب. أيد الآخرون ما قاله زميلهم وأكدوا ذلك. كان النائب يستمع إليهم ونشوةُ الفخر ظاهرةٌ على ملامحه وبين الحين والآخر يذكر بعض المواقف والقرارات المهمة التي كان هو وراءها وبأسلوب غير مباشر يدّعي بأنه هو من كان يدير المؤسسة فعليًا. تكررت هذه اللقاءات بين النائب والمقربين له في المؤسسة.

المشهد الثالث
استقبل رئيس مجلس الإدارة النائب في مكتبه وشكره على جهوده كما وتحدث مطولًا عن إنجازات المدير العام وتفانيه في العمل والارتقاء بالمؤسسة حتى خروجه على التقاعد. صُعق النائب عندما ناوله رئيس المجلس السيرة الذاتية للمدير العام الجديد طالبًا منه التعاون معه ومساندته ودعمه في القيام بمهامه. لم ينطق النائب بكلمة فقد حبست المفاجأة لسانه. ما رأيك سيدي القارئ في هذا الموقف؟ لماذا لم يتم تعيين النائب خلفًا لرئيسه؟