العدد 5233
السبت 11 فبراير 2023
banner
التواضع من مكارم الأخلاق
السبت 11 فبراير 2023

قال صلى الله عليه وسلم “التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرحمكم الله”، فالتواضع أعظم نعمة أنعم الله بها على العبد، وهو خلق يعطيه الله عز وجل من يحبه، ويتولد خلق التواضع في نفس العبد من علمه بالله سبحانه حق العلم، وقد حث الإسلام على خلق التواضع ورغّب فيه، والتواضع هو انكسار القلب لله، فلا يرى له على أحد فضلاً، ولا يرى له عند أحد حقاً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً فريداً في تواضعه، مع علو قدره ورفعة شأنه بين العباد وعند رب العباد.
مناسبة هذه المقدمة الطويلة الموقف الذي سجله رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح عندما طلب من أصحاب السعادة أعضاء المجلس مخاطبته بالأخ الرئيس بدلا من صاحب المعالي! حدث ذلك خلال انعقاد الجلسة السادسة من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي السادس، مطالبًا بأن تكون علاقته أخوية ويتم رفع التكليف، شاكراً ومقدراً جميع الأعضاء على العلاقة الطيبة والحميمة بينهم، متمنياً أن يكون الجميع عند حسن ظن جلالة الملك المعظم.
شخصياً أعتبر مبادرة معالي رئيس مجلس الشورى درسا في التواضع والأخلاق الحميدة والقيم والذوق الرفيع، وقل ما نجده في مجتمعاتنا الشرقية! فشهادتي مجروحة بحق هذه الشخصية الرائعة والكاريزما المتميزة، حيث عرف عنه تواضعه الدائم وتواصله مع الآخرين والقيام بالواجب في الأفراح والأتراح، فمعاليه ينحدر من عائلة الصالح الكريمة، وهم جميعاً يملكون نفس الأخلاق والتواضع والعلم، وليعذرني معاليه فإن الكتابة عنه في هذه المساحة الضيقة جدا من مقالي لا تفيه حقه.
وعلى النقيض من ذلك، هناك شخصيات يعرف عنها التكبر والغرور، ويعتقدون أن التعالي على الغير سيرفع مقامهم ومنزلتهم، وينسون أنهم سيخسرون كل شيء فور فقدانهم مناصبهم!
معالي رئيس مجلس الشورى أعتبره عملة نادرة، فهو محل احترام وتقدير من القيادة العليا ومن الجميع الصغير قبل الكبير، بسبب بسيط جدا ألا وهو احترامه وتواضعه وتواصله مع الجميع.
يقول وليام شكسبير “ثق بأن الصوت الهادئ أقوى من الصراخ، وأن التهذيب يهزم الوقاحة، وأن التواضع يحطم الغرور”. والله من وراء القصد.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية