لاشك أن عنوان المقال يشد الكثير من القراء، لكن الواقع أمنية كاتب المقال الذي يتمنى أن يتحقق، وذلك لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، فقد استوقفني خبر نشرته إحدى الصحف المحلية نقلاً عن مجلة “Time Out”، وهو قيام كل من حكومتي فرنسا وألمانيا بتقديم 60 ألف تذكرة قطار خلال هذا العام وتوزيعها على الشباب الذين لا يزيد عمرهم على 27 عاماً، وقد أعلن وزراء النقل في الدولتين في بيان مشترك أن هذه المبادرة تهدف إلى تشجيع الشباب على تبادل الثقافات بين الدولتين والتعرف على أبرز المواقع السياحية والثقافية، كما أنها تشجع الشباب على استخدام القطارات العامة بدل رحلات الطيران والسيارات.
ويأتي إطلاق المبادرة إلى احتفال الدولتين بمرور 60 عاماً على معاهدة الإليزيه، وهي معاهدة صداقة وقعت بين الجانبين بتاريخ 22 يناير 1962، والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو طبقنا الفكرة ذاتها ووفرنا تذاكر رحلات طيران مجانية أو مخفضة على أقل تقدير لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي؟ شركات الطيران في كل دولة وبتوجيه من وزراء المواصلات والنقل تتكفل بمنح تلك التذاكر بشكل سنوي لعدد معين لا أريد أن أحدده، ألا تعتقدون أن للفكرة مردوداً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً كبيراً، فدول الخليج أصبحت تتجه إلى زيادة مصادر الدخل من خلال التوجه إلى القطاع غير النفطي.
هذه المبادرات الخلاقة مهمة جداً لتشجيع السياحة البينية لدول المجلس، فدول الخليج كلها تتمتع بنفس المناخ والتضاريس، والشباب بطبيعتهم يحبون الترحال لكن ظروف البعض المادية لا تسمح، كم ستجني دول المجلس من هذه الزيارات التي ستكون إضافة لإيراداتها وناتجها المحلي. كلي ثقة بأن هذا الاقتراح سيخدم السياحة في دولنا وبما يدعم الترويج السياحي. 
هناك خطوط طيران خليجية تعرض على المسافر على خطوطها التوقف ليلة وتوفر له فندقاً بهدف تشجيع السيَّاح والاستفادة القصوى منهم، الترويج لدول المجلس كوجهة سياحية واحدة يجب أن يحظى بأولوية في برامج الترويج السياحي الخليجية، وبما يصب في نفس أهداف التكامل الاقتصادي الخليجي، ومن أجل ذلك لابد من إيجاد تنسيق سياحي للترويج لدول الخليج ككل باعتبار الخليج إقليماً سياحياً واحداً، بالإضافة لتنسيق القوانين والأنظمة والسياسات المتعلقة بالسياحة، وتوحيد الرسوم على الخدمات السياحية.
* كاتب بحريني