+A
A-

بالفيديو: الدكتور الراحل رمزي فايز.. #راحلون_وبصماتهم_باقية

  • "رمزي فايز".. الطبيب الذي ارتبط بطفولة مواليد الستينيات (افتح بوزك يا حبيبي)

 

في يوم شديد الحرارة من صيف منتصف التسعينيات ولا أتذكر العام بالضبط، كنت جالسًا في مكتبه منتظرًا لقاءً صحفيًا بينما كان يجري مكالمة هاتفية.. تحدث مع الطرف الآخر ويبدو أن الكلام كان بخصوص ترخيص لأحد العمال الوافدين فقال :"أيوه يا خويه.. بس الولد صغير السن كلش.. كلش"، وما أن انتهى من مكالمته حتى ابتسم لي وقال :"كيف حالك يا سعيد وأنت تمللي سعيد"، وفيما كانت أجواء المكتب الباردة تطفيء ما التصق بي من لهيب حرارة الخارج، بدأنا الحديث عن اللجان الطبية التي كانت يرأسها.

في إحدى المناسبات مع سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه

طابور.. طعمه مر!

يتذكر الكثيرون، من مواليد الستينيات الطبيب الراحل رمزي فايز لا سيما في طفولتهم وهم على مقاعد الدراسة، في المرحلة الابتدائية بدرجة أكبر، حينما كان يزور المدارس للإشراف على تطعيم الأطفال، ولا ينسى العديد منهم كيف كان يحنو عليهم وهو يقطر اللقاح في فمهم وهم مصطفون في طابور وهو يقول :"تعال يا بابا.. افتح بوزك يا حبيبي"، ثم ينطلق هذا وذاك وهم يبتلعون ما في فمهم بين من يتجرعه على مضض وهو "ساكت"، وبين من يضع يده على بلعومه وهو يقول :"بل.. مر.. مر".

لدى مشاركته في أحد المؤتمرات

همزة وصل بين الصحة والتربية

لن يجد الكثيرون ملامح من سيرة الراحل رمزي فايز إلا بالقدر اليسير النادر، لكن من عاصره يتذكر ما تركه من أثر واضح في حقل الصحة، فقد عمل في الوزارة وتدرج في مهامه الوظيفية وساهم في وضع أسس البرامج الرعائية المهمة.. الراحل من مواليد العام 1935 في القاهرة، تخرج في كلية طب جامعة عين شمس عام 1958، وبعد زواجه في يناير من العام 1960، جاء إلى البحرين مع زوجته في شهر مارس من العام ذاته للعمل كطبيب بوزارة الصحة، ثم انتقل إلى عيادة الصحة المدرسة في المنامة وكان همزة وصل بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم، ثم عين رئيسًا للجان الطبية ولجنة الترخيص والعلاج بالخارج، وفي السبعينيات، أسهم في وضع أسس التوعية الصحية الإعلامية من خلال برنامج يعده ويقدمه في الإذاعة باسم "ركن الطب"، وهو برنامج صحي يلقي الضوء على أهم المعلومات التي كانت تهم الناس في ذلك الوقت.

خلال جولة في المستشفى

جائزة الدولة التشجيعية

كان أحد مؤسسي جمعية الهلال الأحمر البحريني، ثم بعد ذلك شغل منصب الأمين العام لعدة سنوات، ومثل مملكة البحرين في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية، وفي العام 1996 حاز على جائزة الدولة التشجيعية للعمل التطوعي، وبعد مسيرة من البذل والعطاء في الحقل الصحي والخيري، غادر الحياة في شهر ديسمبر من العام 1998، وله من الأنجال ثلاثة: هالة، فايز وداليا.

وعلى حد سواء، من أسرته أو من معارفه، فإن من عمل معه وعاصره يتذكر حرصه على أن ينقل خبرته للآخرين لا سيما في أسلوب إدارة العمل باتقان حتى ولو طالت ساعات العمل حيث كان ممن يقضون ساعات طويلة عيادته أو مكتبه، ويكرر دائمًا عبارة التفاني والإخلاص في العمل لأنه قيمة عليا للإنسان، وهذا ما تركه من أثر وبصمات وعلى رأسها محبة الناس وهي من أطيب الذكر حيث يبقى في ذاكرة من أحبهم وأحبوه.

صورة تذكارية مع مجموعة من الأطباء في الستينياتمرافقًا زيارة أحد الوفودزيارة تفيشية