في قاعة الانتظار اختار إحدى المطبوعات المتخصصة في المال والاقتصاد من بين المطبوعات الأخرى الموجودة في تلك القاعة. تظاهر بالقراءة وبين الفينة والأخرى كان ينظر نحو الباب في ترقب أن يأتي المسؤول ليأخذه إلى مكان المقابلة الشخصية. حرص أن تكون هذه المطبوعة بالذات في يده عندما يأتي هذا المسؤول لكي يأخذ انطباعاً بأنه مهتم وشغوف بمتابعة أخبار المال والاقتصاد وهذا قد يكسبه بعض النقاط للحصول على الوظيفة الشاغرة التي هو متواجد هنا بسببها. 
دخل على اللجنة المختصة بثقة وجلس في المكان المحدد له. كانت نظراته مركزة على أعضاء اللجنة في انتظار التعليمات. وقف بثبات ليقدم عرضاً مطولاً وبالألوان عن إنجازاته ومشروعاته ومؤهلاته في المؤسسات التي عمل فيها. خلال العرض كان تركيزه الأعظم على المؤسسات التي عمل بها في إحدى الدول الأوروبية. 
في ختام عرضه الذي استغرق أكثر من 30 دقيقة، قال: سوف أنقل لكم التجارب المميزة التي تمارس حالياً في بعض المؤسسات الأكثر تقدماً وذلك بحكم قربي منها ومعايشتي لها وأضاف مستدركاً: هذا إذا اتفقنا وأصبحت أحد أعضاء الفريق العامل في هذه المؤسسة. 
بعد تشاور أعضاء اللجنة تقرر توظيفه في أسرع وقت ممكن. مدير الموارد البشرية تدخل قائلاً: أقترح أيها السادة الأفاضل أن نتواصل مع المؤسسات التي عمل فيها ونطلب بعض التوضيحات بالنسبة لإنجازاته ومشروعاته التي تحدث عنها والقرار الأخير لكم. 
هل استطاع هذا الشخص إبهار أعضاء اللجنة بأسلوبه وعرضه؟ ما رأيك سيدي القارئ فيما اقترحه مدير الموارد البشرية؟ يقول أحد الاختصاصيين في هذا السياق: ربما نقضي ساعة واحدة في اختيار الشخص المناسب للوظيفة المناسبة وإذا أخطأنا في الاختيار الصحيح فإننا نعيش مع هذاالخطأ 95 %من وقتنا. ما رأيك سيدي القارئ؟