لعلي أستطيع القول سيدي القارئ إن من أجمل ما قرأتُ ونحن نستقبل العام الجديد عام 2023 جعله الله عام خير وبركة وتفاؤل وتحقيق للآمال، كانت هذه الكلمات أو هذه الحكمة: نحن نشترك في امتلاك الوقت ولكن نختلف في درجة استثماره. أستذكر وأنا أردد تلك الكلمات موقفًا خبرتُه وعشتُه قبل سنوات حين كنتُ أعمل في إحدى المؤسسات الاقتصادية المعروفة. كان موقفًا جميلًا وددتُ أن أعرضه أمامك سيدي القارئ. 
كنتُ معجبًا بقدرات وحكمة أحد الزملاء الذين كنتُ أعمل معهم في تلك المؤسسة. كنتُ أستشيره بين وقت وآخر في أمور تخص العمل وفي أوقات أخرى أسحبه معي في أمور خاصة. كنتُ أنصت إليه بشغف واهتمام وهو يتحدث معي. 
في إحدى المرات سألت هذا الرجل الحكيم: ماذا علمتكَ الحياة؟ رأيتُ الدهشة على ملامحه فلربما لم يتوقع مثل هذا السؤال. بعد لحظات تأمل قال: اسمح لي أن أجيب عن تساؤلك بسؤال وهو كيف ترتب هذه الكلمات: المال، العلم، الصحة والوقت؟ أجبتُه بثقة وبدون أي تردد: الصحة تأتي أولًا طبعًا وبعد ذلك يأتي بهدوئه واتزانه المعهود أجاب قائلًا:
أنا لدي رأي يمكن أن يأخذ مسارًا آخر. أنا أرى أن الوقت يأتي في المقدمة. فالاستغلال الأمثل والعاقل للوقت يوفر لك مساحات مناسبة للحفاظ على لياقتك الصحية وعلى تطوير قدراتك المهنية بالحصول على المؤهل المناسب الذي يوصلك إلى تحسين دخلك المادي. أليس كذلك. ثم تابع قائلًا: اليوم الواحد 24 ساعة لنا جميعًا هذه حقيقة لا نختلف عليها ولكن كيف نستغل هذا اليوم، هذا هو السؤال المهم.