العدد 5172
الإثنين 12 ديسمبر 2022
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
كنتَ مرشحًا لترقية ولكنك..
الإثنين 12 ديسمبر 2022

سألني مسؤول الموارد البشرية عن سبب قراري في الاستقالة. هذا سؤال تقليدي وأنت سيدي القارئ على دراية بهذا، وكان جوابي تقليديًّا أيضًا وهو أني حصلت على عرض أفضل ماديًّا ومهنيًّا. بعد لحظات من الصمت قال المسؤول: في الحقيقة أنت من الكوادر الأكْفَاء وكان أمامك مستقبل مهني واعد.. ولكن الأمر يحتاج إلى صبر. وتابع قائلًا: “أستطيع أن أخبرك الآن بأن الإدارة كانت قد قرّرت وضعك على قائمة المترشحين لمنصب أعلى. صحيح أننا لم نخبرك بهذا ولكنني الآن وبعد استقالتك وقبولها أستطيع البوح بهذا!!”.
 ربما كان مسؤول الموارد ذا خبرة وعلم في تفسير لغة الجسد Body Language فقد لاحظ وقرأ ما وراء ابتسامتي، حيث قال وبصوت تكاد نبراته تخرج عن المألوف: يبدو أنك تشك في ما أخبرتك به! ثم ما هذه الابتسامة الصفراء التي تنم عن السخرية؟!، قاطعته قائلًا وبكل هدوء واتزان: أبدًا سيدي فقد سعدت جدًّا بالعمل معكم وأشكركم وزملائي والإدارة التنفيذية دعمكم وتعاونكم معي خلال الـ 12 سنة التي قضيتها في مؤسستكم الموقرة. لقد تعلمت الكثير وهذه حقيقة لابد أن أبيّنها.* أود سيدي الفاضل أن أعبّر لكم جميعًا عن خالص تقديري واحترامي وامتناني على الاستجابة السريعة، السريعة جدًّا فاقت توقعاتي على قبول استقالتي وهذا ربما يعكس وبوضوح ما تفضّلت به بخصوص كوني متواجدًا على قائمة المترشحين لترقية لمنصب أعلى وكوني من الكوادر الأكْفَاء التي تحرص المؤسسة الحفاظ عليها كما أخبرتني سيدي.
أكرّر شكري وتقديري. نظر المسؤول إلى ساعته دون أن يعلق على ما قلته. فهمت ما يرمى إليه فخرجت من مكتبه بذات الابتسامة. ما رأيك سيدي القارئ.. هل كان صاحب هذا الموقف على خطأ فيما قاله لمسؤول الموارد؟ أترك لك الحكم وهل خبرت مثل هذه المقابلات أقصد مقابلات انتهاء الخدمة أو ترك العمل؟ ما هو تقييمك لها؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية