قبل انطلاق منافسات النسخة 25 من بطولة كأس الخليج، كنا في حيرة من أمرنا، فلم يسبق أن شارك منتخبنا في البطولة وهو حامل للقب، الذي انتزعه من مخالب الصقور السعودية في النسخة الماضية بقطر وتحديدا في العام 2019، لتحصد مملكة البحرين أول ألقابها منذ انطلاق البطولة على أرضها في العام 1970.
لقد انتظرنا لقب خليجي 24 أكثر 50 سنة، ومنتخبنا الآن بصدد الدفاع عنه في البصرة، فلا يعتقد أحدا أنها مسؤولية سهلة، مع وجود منتخبات قوية ترغب هي الأخرى في أن يكون لها شرف الظفر بالكأس الغالية، لذلك فإن أي فوزا يحققه منتخبنا في هذه النسخة البصراوية له مذاق استثنائي لم يسبق لنا أن عرفناه.
أتحدث هنا عن مذاق في روح وشخصية منتخبنا “البطل” وهو يخوض المواجهة الثانية أمام العنابي “بطل آسيا” الذي جاء إلى البصرة بعد انتهاء بطولة كأس العالم، فتلقفه وأضافه إلى قائمة ضحاياه الذين كان أولهم منتخب الإمارات حيث فتح شهية “الأحمر” لالتهام مزيد من المنتخبات!
لقد لعب منتخبنا في الشوط الأول بأفضلية حتى جاء هدف التقدم القطري من رأسية نفذت من ضربة ركنية، ولم يعكس هذا الأمر بشكل واقعي ما يجري في أرضية الملعب، إذ كان منتخبنا الطرف الأكثر بناء للهجمات والمبادرة للتسجيل، حتى أن أول 15 دقيقة من مجريات الشوط الأول شهدت سيطرت شبه كاملة للأحمر وغيابا تاما للعنابي.
ولأنها لعبة الدقائق الحاسمة، وعلى الخلاف من التفوق الأحمر، تقدم المنتخب القطري في الدقيقة 30، فعاد إلى أجواء المباراة، فقد جاء الهدف كما لو أنه تنفس الصعداء، واستعاد عافيته، ليتمكن من اللعب بأريحية المتقدم، لكنه لم ينجح في مضاعفة النتيجة واكتفى بالحفاظ على الهدف حتى نهاية الشوط الأول، وجاءت المفاجأة في الشوط الثاني حيث تغير الحال، بعدما أن سجل منتخبنا هدف التعديل في الدقيقة 72 من عمر المباراة، أي بعد مضي 27 دقيقة من انطلاق الشوط الثاني، واستمرت لعبة الدقائق بين البطل و “الضحية” حتى الرمق الأخير، عندما حصل منتخبنا على ركلة جزاء في الدقيقة 89 أحرز منها الهدف الثاني في الوقت القاتل من عمر المباراة ليحرز نتيجة الثاني.
والآن يتربع منتخبنا على صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، وتأهل نظريا إلى الدور الثاني، لكنه رغم ذلك يمكن أن يدخل في حسابات معقدة في الجولة المقبلة التي ستكون أمام منتخب الكويت، حيث يمتلك الأزرق حظوظ التأهل في حال الفوز على منتخبنا بأكثر من هدف، ولنقل بغلة وافرة من الأهداف وحينهما يمكن أن نذهب للعبة الحسابات!
ومع الأسف واحدة من بين هذه الحسابات، ربما تحرم منتخبنا من التأهل، لذلك، أكرر وأقول هنا، إن المباراة المقبلة هي الأخرى سيجد الأحمر نفسه مطالبا بالفوز، حتى لا يترك للصدف مجالا في تحديد مصيره بمشواره.. وفالكم الذهب.