العدد 5156
السبت 26 نوفمبر 2022
banner
شتان بين السلبية والإيجابية
السبت 26 نوفمبر 2022

لا شك أن لهذا الموضوع أبعادا طويلة ومتشعبة، وحاولت التعمق في البحث عن الفوارق بينهما والتمعن فيهما، وعندها جلست أفكر جليًا وأسأل نفسي عن هذا اللغز، فكما يعلم الجميع أننا نملك رصيدا من الصفات الإيجابية والسلبية، وهذه الأمور من خلق الله سبحانه وتعالى، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا ننظر دائما إلى سلبيات الآخرين ونتأثر بها وربما نتخذ مواقف وقرارات تكون أحيانًا صعبة، بل مصيرية فيها؟ لا شك أن النسبة تتفاوت من شخص لآخر، لكننا جميعا نتشارك في ذلك.
في مواقع العمل تعلمت شيئًا مهمًا أثناء فترة عملي الطويلة، وهو ضرورة التكيف في التعامل مع الرؤساء أو المدراء الصارمين الذين يملكون كاريزما في القيادة والإدارة وأصحاب الخبرة والعلم، والأهم من ذلك تطبيق النظام العادل على الموظفين، إذ إن لكل منهم شخصيته وأسلوبه وطريقته في إدارة العمل، لأنهم يختلفون في النشأة والتربية والدراسة والخبرة، ومن مدارس مختلفة. وكما يقول المصريون “الحلو ما يكملش”، فقد جلست مع الكثير من الموظفين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة الذين دائما ما يعيبون مسؤوليهم ويبرزون سلبياتهم، ولا يتكلمون عن إيجابياتهم، ما أعتبره غير منصف، وكما ذكرت آنفا بأن هؤلاء بشر، ليسوا معصومين عن الخطأ، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل نحن قوم سلبيون؟ في اعتقادي نعم، حيث نركز على السلبيات سواء في الأشخاص أو في جميع مناحي الحياة، فقلما نتكلم عن الجوانب الإيجابية، والشيء نفسه ينطبق بين الزوجين، فنجدهما يتسابقان على تعداد سلبيات كل طرف، والنتيجة احتدام الخلاف بينهما.
إنّ وجود أشخاص داعمين وإيجابيين في الحياة، يساعد الشخص على التخلص من أفكاره السلبية والاستفادة مِمن حوله وتلقّي دعمهم للتفكير بطريقة إيجابية في حل المشكلات والقضايا المختلفة.
أذكر جيداً أن أحد الرؤساء التنفيذيين الذي عملت معه لسنوات طويلة قال لي ذات مرة إنه يرى الكثير من الأمور أو الملاحظات التي قد لا تكون كبيرة ولكن يفضل ألا يعاتب أو يلوم الفريق، وذلك لعدم ترك الأثر السلبي أو الإحباط فيهم، بل ليعطيهم ثقة إضافية تقديرًا لعملهم وجهدهم.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية