كم سعدت بل انبهرت من تلك الطفلة شام من سوريا الشقيقة، وهي لم تتجاوز الـ 6 سنوات، وشاركت في مسابقة تحدي القراءة العربي ضمن مبادرات محمد بن راشد العالمية المقامة في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، فلم أستطع تصديق ما رأيته في مقطع فيديو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأنا أشاهد المقابلة القصيرة مع المذيع الإماراتي، فهذه الطفلة ذكرت بأنها قرأت 100 كتاب! وكان عليها تسجيل 50 كتابا ليؤهلها للمشاركة في المسابقة، هذه الطفلة النابغة تكلمت بشكل غير طبيعي وبثقة كبيرة جدًا عن نفسها وذكرت أهمية وفوائد القراءة، فقد ذكرت جملة في غاية الأهمية والروعة حينما قالت “لن تكون قارئا عظيمًا إلا إذا كان عندك شغف، ولن تملك الشغف إلا إذا كان عندك الاهتمام، ولن ينشأ فيك الاهتمام إلا إذا كان ثمة حب، فازرع حب القراءة في قلبك وسيأتيك بعد ذلك كل ما تجده من شغف وفائدة”.
شام أضافت نقطة مهمة أخرى وهي قناعتها التامة بالاستمرار في القراءة وذلك للحصول على أكبر قدر من المعرفة، حيث إن القراءة تبني المعالم الإيجابية والسليمة في شخصية الطفل ولها تأثير كبير في الثراء الفكري. وبغض النظر عن فوز أو خسارة “شام”، وللعلم كتبت هذا المقال قبل يوم من المسابقة، فإن “شام” تعتبر أسطورة وثروة يجب المحافظة عليها وتبنيها من الآن، فهذه الطفلة المتألقة تملك الكثير من المواهب، وهناك غيرها الكثير من الأطفال والشباب الذين لا يجدون أي اهتمام ودعم من الجهات الرسمية! والنتيجة تكون إهدار هذه الطاقات المبدعة، ففي الوطن العربي لا نعطي هذه الأمور قدرًا كافيا من الاهتمام والرعاية، فتمر علينا هذه الأخبار الاستثنائية لتلك المواهب الفذة مرور الكرام، ولا نملك جهازا خاصا يكتشف هذه المواهب ويتابعها ومن ثم يدعمها! في المقابل، نجد في الدول الأجنبية والمتقدمة بشكل خاص أجهزة رسمية خاصة لاكتشاف المواهب من طلبة المدارس والجامعات والموظفين.
في عالمنا العربي لا نعطي أي اهتمام لموضوع الثقافة ولا نشجع أي برنامج ينمي ثقافة المجتمع للأسف، والله من وراء القصد.