+A
A-

أبوظبي للغة العربية يختتم بنجاح النسخة المتجددة من "العين للكتاب" 

تحت رعاية الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة العين، أسدل أمس الستار على فعاليات الدورة 13 من "مهرجان العين للكتاب 2022"، والتي أقيمت هذا العام تحت عنوان "العين أوسع لك من الدار"، لتسلط الضوء على الإرث الثقافي الغني للمنطقة، وتعزز مكانتها وجهة ثقافية رائدة، وكان مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قد أطلق الهوية المتجددة للحدث الذي كان سابقاً "معرض العين للكتاب"، ليصبح مهرجاناً ثقافياً مبتكراً يُعزز الأجندة الثقافية لإمارة أبوظبي ويحتفي بأعمال الكُتاب والمبدعين الإماراتيين والعرب.

وقد فاق المهرجان التوقعات بعدد زواره الذي تجاوز 74 ألف زائر، وهو ما يؤسس لمعايير وروئ جديدة للدورات القادمة من الحدث، حيث شهد أسبوع المهرجان تفاعلًا كبيرًا من الكتاب والمبدعين والقراء الكبار والأطفال مع أكثر من 300 فعالية ونشاط تعزز مكانة العين على الخارطة الثقافية لدولة الإمارات، كما شهد المهرجان تنظيم 271 رحلة طلابية من مدارس مدينة العين.

كما أعلن المركز وقبيل انطلاقة فعاليات المهرجان إعفاء العارضين المشاركين من رسوم الإيجار، والذي يأتي تماشياً مع استراتيجيته لتمكين استمرارية ونمو أعمال قطاع النشر، وتعزيز مرحلة التعافي، ودعم الناشرين المحليين والناشرين من جميع أنحاء العالم انطلاقاً من الدور المهم الذي تمثله إمارة أبوظبي كمنارة عالمية للثقافة .

واستضافت المنصة الرئيسية في "العين سكوير - استاد هزاع بن زايد" عروضاً يومية متنوعة على مدار الساعة، بما في ذلك العديد من الحفلات الموسيقية والعروض الفنية والفعاليات الخاصة بالأطفال، كما شارك عدد كبير من أبرز الرموز الثقافية والفنية في المهرجان، حيث شهد المهرجان حفل فني افتتاحي استضاف نخبة من نجوم الفن الخليجي والعربي، شارك فيه كل من الفنان الإماراتي حمد العامري، والفنانة اللبنانية عبير نعمة، بالإضافة إلى الفنانة السعودية أروى. 

من جانبه قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "إن مهرجان العين للكتاب في حلته الجديدة لبى طموحاتنا في الترويج للقراءة ضمن أجواء ممتعة وجذابة، كما تمكن المهرجان من تعزيز دوره في دعم الناشرين والمؤلفين والمبدعين، واستطاع أن يبث الروح في الإرث الشعري من خلال برنامج "الكلمة المغناة"، والأمسيات التي شاركت فيها شخصيات أدبية وفنية بارزة من داخل وخارج الدولة".

استمتع الآلاف من زوار المهرجان بالعديد من الفعاليات التي قدمتها عشرة برامج ثقافية متنوعة، بداية من حوارات الموسيقى العربية إلى الأنشطة الثقافية الرقمية، كما شهد المهرجان عروضًا مذهلة لم تحتف فقط بالثقافة الإماراتية بل بثقافات العالم المختلفة، حيث قدمت العديد من فقرات الفنون الفلكلورية والعروض الترفيهية على المنصة الرئيسية التي استضافت أكثر من 120 من مؤدي الأعمال الفنية.

ومن أكثر العروض التي اجتذبت رواد مهرجان العين كان عرض "الحكايات الخيالية" وعرض التنورة من الفلكلور المصري، وعروض مرئية مذهلة لراقصي التنين الصيني، وفرقة الطبول الافريقية التقليدية "كودزو"، كما احتفل المهرجان باليوم الوطني الـ 52 لسلطنة عمان في 18 نوفمبر، وبهذه المناسبة قدمت فرق الفنون التراثية العمانية عروضًا من التراث العماني على مدار اليوم، كما استقبل المهرجان المنتخب العماني لكرة القدم، وتوجت هذه الاحتفالات باستضافة عازف العود الإماراتي فيصل الساري.

كجزء من برنامج الأطفال تم تنظيم أكثر من 200 فعالية ونشاط للأطفال خلال أيام المهرجان، حيث تضمن برنامج الأطفال عرضًا حكائيًا، وورش عمل فنية نظمتها مكتبة أبوظبي للأطفال، والعرض المسرحي Peter Pan الذي أقيم على المنصة الرئيسية في "العين سكوير - استاد هزاع بن زايد"، بالإضافة إلى ورشة تصميم ورسم الشخصيات والتي قدمتها فنانة الـ"مانغا" أسماء الرميثي، كما كان برنامج "تحدي المعرفة" أحد البرامج المفضلة للأطفال وعائلاتهم، حيث حفز الأطفال على اختبار معرفتهم بالأدب والثقافة العربية، واستخدام الصلصال، والرسم والموسيقي.

قدم مهرجان العين للكتاب منصة لعرض ودعم الثقافة العربية والإبداع، وتبادل الخبرات بين الطلاب والباحثين والأساتذة، وبمشاركة اتحاد طلاب جامعة الإمارات. كما وقع مركز اللغة العربية وجامعة الإمارات العربية المتحدة ضمن المهرجان اتفاقية للتعاون في مجموعة من المشاريع الثقافية والتعليمية التي ترسخ مكانة اللغة العربية. 

واستضافت جامعة الإمارات ندوات أدبية وثقافية مثل "أدب الطفل الإماراتي: بين الإلهام من التراث والتطلع إلى المستقبل"، و"حصون أبوظبي دورها وتاريخها وملامحها"، كما كان التعليم جزءاً أساسياً من البرنامج الذي استضافه بيت محمد بن خليفة من خلال الأمسيات التي أقيمت فيه مثل "كيف نهيأ أطفالنا للتعلم؟" بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من شهر التوعية الصحية للرجال، استضاف المهرجان حملة توعية تضمنت العديد من الأنشطة، من ضمنها، مسيرة حول استاد هزاع بن زايد بالشراكة مع نادي العين وكلية الطب في جامعة الإمارات العربية المتحدة، واتحاد طلاب جامعة الإمارات العربية المتحدة.

كما وأتيحت الفرصة للطلاب لتعلم الموسيقى في الورشة الفنية التي نظمتها الموسيقية والعازفة الإماراتية إيمان الهاشمي، كما تعرف الطلاب على مستقبل الذكاء الاصطناعي من خلال ورش عمل يومية، حيث استمتعوا بالركن الرقمي طوال أسبوع المهرجان.

وقد كان الشعر العربي سمة بارزة من سمات المهرجان، إذ أقيم حفل فني قبل الافتتاح في قلعة الجاهلي حضره أكثر من 1700 شخص، ومن بين الفنانين غنى حمد العامري مقطوعات من الشعر النبطي ، الذي كان الموضوع الرئيس لبرنامج "الكلمة المغناة" في قصر المويجعي احتفاءً بشعراء العين الذين حولوا الشعر النبطي التقليدي إلى أغانٍ شعبية.

واستضاف المهرجان أيضاً حفل تكريم الفائزين بالدورة الأولى من جائزة "كنز الجيل" التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية في وقت سابق من العام الجاري، للاحتفاء بالإرث التقليدي الشفوي والأدبي للشعر النبطي الذي تتزايد شعبيته يوماً بعد يوم. وقد جاء تكريم الفائزين الستة الذين ينتمون لأربعة بلدان مختلفة نظير إسهاماتهم في الحفاظ على هذا الإرث الشعري الهام من خلال أعمالهم المتميزة.

استقبل مهرجان العين للكتاب أكثر من 120 ضيفاً من المتحدثين والمحاورين المتألقين الذين أثروا برنامج المهرجان بخبراتهم ودرايتهم واسعة النطاق، إذ أدارت الملهمة أسماء صديق المطوع، مؤسِّسة ورئيسة "صالون الملتقى الأدبي" النسائي، عدة ندوات نقاشية، واستضافت الشاعرة شيخة المطيري حلقة نقاشية بعنوان "نماذج نسائية مضيفة ومشرّفة .. إماراتيات في خدمة المجتمع"، واستضافت الإعلامية والكاتبة الدكتورة بروين حبيب، في أمسية متميزة الكاتبة والخبيرة الإعلامية الدكتورة عائشة البوسميط، التي تحدثت عن تجربتها في احتضان طفلتيها مريم وحصة، وهي التجربة التي تناولتها في كتابها "أمومة اختيارية".

وشهد المهرجان توقيع مركز أبوظبي للغة العربية مذكرة تفاهم مع جامعة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في خطوة عملية لدعم المجال البحثي في علوم اللغة العربية، والاستفادة من الخبرات العلمية الكبيرة التي تمتلكها الجامعة، و بما يحفظ للغة العربية مكانتها باعتبارها تمثل الهوية الوطنية والحضارية وحلقة الوصل بين الماضي والحاضر.

يذكر أن مهرجان العين للكتاب سيعود العام المقبل في 14 نوفمبر 2023 ببرنامج جديد ومبتكر من الجلسات وورش العمل والعروض والأنشطة الرائعة التي تواكب تطلعات جميع الزوار.