+A
A-

شخصيات عمانية لـ“البلاد”: العلاقات مع البحرين تشهد تطوراً متنامياً وقائمة على المصاهرة

استمرت العلاقات البحرينية العمانية على مدى أكثر من نصف قرن لتأخذ أبعادها في ضوء حركة التاريخ مستندة إلى القواسم المشتركة التي تربط البلدين الشقيقين، ومن الموقع الجغرافي والدين والعروبة والثقافة المشتركة، وأخذت تلك العلاقات في التطور والنمو مع تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإنشاء اللجنة الوزارية المشتركة، وتأسيس مجلس الأعمال المُشترك بين غرفة تجارة وصناعة البلدين.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس السابق لغرفة تجارة وصناعة عمان خليل بن عبدالله الخنجي أن العلاقات البحرينية العمانية تربطها جـسـور من الألفة والمحبة والأخـوة وذلك ينعكس على مستوى الترابط والعلاقات الأخوية المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين، وعمق العلاقات العُمانية البحرينية التاريخية.
العيد الوطني 
 وعن ذكرى العيد الوطني العماني، قال الخنجي “إنه يحمل أجمل الذكريات لسنوات النهضة العمانية الحديثة تحققت على مدى عقود من الزمن وتوجت بقيام الدولة الحديثة وهي دولة المؤسسات التي تتبنى مفهوم التنمية المستدامة”، مشيرا إلى أن عمليات التحديث كانت تحافظ وتبرز المعالم التاريخية والهوية العمانية المتأصلة في مختلف زوايا البلاد وأجزائها.
وبين أن السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، تميزت بالعديد من السمات التي ساهمت في النقلة النوعية التي تشهدها سلطنة عمان حاليًا وعبر السنوات القادمة، فعلى الصعيد الداخلي كان الاهتمام بالإنسان سمة بارزة في مسيرة التنمية وعنوانا بارزا يرتسم على سنوات حكمه الميمون، فاعتبر الإنسان العنصر الأساس والأداة الفعالة للقيام والوفاء بمتطلبات مراحل التنمية والتطوير.  أما على الصعيد الخارجي، فأوضح الخنجي بأنه كان للسياسة الخارجية المتوازنة دور فعل في إرساء علاقات الصداقة والتعاون مع دول العالم المختلفة الأمر الذي جعل السلطنة محل تقدير واحترام دولي.
واكد أن سلطنة عمان تعيش هذه الأيام مرحلة الإنجاز الذي تحقق لجميع قطاعات البلاد وشمل كثيرا من نواحي الحياة لاسيما قطاعات الأعمال والسياحة والمواصلات، ومنها الموانئ والمطارات والطرق التي تربط أنحاء البلاد وجميع أنواع اللوجستيات؛ كونهم جزءًا مهمًا من أجزاء الدولة وسببا رئيسا في إحداث التطوير والمحافظة على ديمومة التحديث والرقي بالوطن، وأضاف الخنجي “القطاع الخاص باعتباره دعامة وركيزة أساسية لاقتصاد الدولة شهد هو الآخر اهتماما كبيرا حتى أصبح اليوم وجها مشرقا للتنمية العمانية وجب المحافظة على ما أنجز والبناء عليه من خلال كيان غرفه تجارة وصناعة عُمان الممثل الوحيد للقطاع الخاص العماني.
استمرار التنسيق 
وقال “يتوجب على الغرفة استمرار تنسيق الجهود ودعم أصحاب وصاحبات ورواد الأعمال للمساهمة والمشاركة في تقدمه، واطلاعه على الفرص الاستثمارية وتقديم الدراسات الاقتصادية بالسوق المحلية وتحدياتها، والمشورة التي من شأنها خدمته، فضلا عن الترويج في المحافل الإقليمية والعالمية مما يتيح أدوارًا جديدة ويفتح أبوابا استثمارية نوعية للشركات والمؤسسات الخاصة وقطاع رواد الاعمال في داخل السلطنة من خلال المناطق الاقتصادية الخاصة والصناعية المنتشرة في جميع أنحاء المحافظات. ورفع الخنجي في ختام تصريحه إلى المقام السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، أطيب عبارات التهاني وأسمى التبريكات بمناسبة العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد داعيًا المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبات على عمان وقائدها وشعبها مرات عديدة وأزمنة مديدة وهي تنعم بالعز والأمن والاستقرار.
نهضة اقتصادية 
على صعيد متصل، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة السيابي العالمية الشيخ سالم بن علي السيابي “عمان والبحرين من الدول القديمة جداً في علاقاتها وامتداد ضارب في عمق التاريخ استهل عبر ارتباط حضارتي مجان ودلمون بعلاقات اقتصادية متبادلة، وذلك من قبل منظومة التعاون الخليجي ويربطهم علاقات تاريخية متجذرة على المستوى الفردي والاقتصادي والتجاري ،كما أن هناك نسبا ومصاهرة وزادت هذه العلاقات توطدا مع إنشاء مجلس التعاون الخليجي”.  ولفت إلى أن النهضة الاقتصادية بدأت في عهد المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، حيث شهدت تطورا كبيرا واستطعنا أن نحصل الركب لجيرانا وأصبحنا نتمتع بكل مقومات الحياة وفي كافة المجالات. 
وأشار إلى أن سلطنة عمان قطعت أشواطا كبيرة من التطور في قطاع التعليم والقطاع الصحي واللوجستيات والنقل والاتصالات، فمن مدرستين وثلاث مدارس إلى حالياً آلاف المدارس ومن أربعة وخمسة كيلو مترات إلى آلاف الكيلو مترات من الطرق. 
وأضاف “شهدت الخدمات الصحية في سلطنة عمان تطورا ملحوظا طوال السنوات الماضية بعدما أمر “طيب الله ثراه” بإنشاء أعداد كبيرة من المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية في كل أرجاء عمان ومدها بكل احتياجاتها من أطباء ومعدات وأدوات وأدوية ليؤمن بذلك صحة العمانيين في المدن والقرى والأرياف على حد سواء. 
وأوضح بأنه شكلت النهضة العمانية تجربة متفردة في التقدم على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة وذلك بفضل الفكر الصائب والنظرة الحكيمة والثاقبة للسلطان قابوس رحمه الله في التعاطي مع الأمور والنظر إلى المستقبل، وهو ما أعطى التجربة قوة دفع ذاتية ليواصل قطار النهضة سيره صوب المستقبل.
تنمية شاملة 
ولفت إلى أن القيادة الحالية تنظر بمنظور البناء على ما كان عليه من قبل ومتفائلين جدا بما تم وضعه في إطار خطة واضحة المعالم، كما أن والمنجزات الاقتصادية ترتكز على تطوير قطاع اللوجستيات والقطاع الصحي والتعليم والسياحة، وبالتالي هناك متابعة وأنشئت في داخل الأجهزة الحكومية مكاتب متخصصة لمتابعة برامج التنمية وتنفيذ الخطة، هذا على عكس ما كان من قبل.
 وأضاف قائلاً “على المستوى الاقتصادي قامت النهضة العمانية على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تحافظ على الموارد للأجيال القادمة، وانطلق قطار التنمية الاقتصادية في قطاعات السلطنة كافة عبر ما يقارب نصف القرن وأصبحت التجربة الاقتصادية العمانية نموذجا يحتذى”.
وأكد قائلاً “إن مجتمع رجال الأعمال والمواطنين لديهم شعور بالتفاؤل، وأن اليوم أفضل من أمس وأن الغد أفضل من الآن”. 
كما أوضح بأن الاتجاه الاقتصادي الجديد هو التحول لمصادر أخرى بعيدة عن المنتجات النفطية بالرغم من أن النفط مازال يلعب الدور الأساسي في برامج التنمية والموازنات العامة للدولة، مضيفاً بأن الاعتماد حالياً على إعادة هيكلة الدخل بشكل عام سواء من خلال الضرائب أو النظام الجمركي.