+A
A-

قراءات وانطباعات قصصية للطالبات الموهوبات


عقدت ورشة عمل (قراءات وانطباعات قصصية للطالبات الموهوبات من مدرسة مدينة حمد الاعدادية للبنات من تقديم القاصة البحرينية فاطمة النهام على برنامج مايكروسوفت تيمز يوم الأحد الموافق ٣٠ اكتوبر ٢٠٢٢ م.
بدأت النهام بعرض بسيط حول أهمية القراءة في الوصول إلى درب الكتابة، بعدها قدمت خمس قصص قصيرة كتبت بأقلام الطالبات الموهوبات مع تقديم قراءة مبسطة لكل قصة بغرض تحفيز الاقلام الواعدة وتشجيعهم على الكتابة.

١- حياة بلا انترنت:
حيث ذكرت النهام انها قصة جميلة جداً تضمنت في بواطنها عبرة وعظة، شكرت الكاتبة الصغيرة نور وبينت أنها تطرقت إلى قضية مهمة جداً وهي قضية التباعد الأسري في زمن الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فالعالم الآن اصبح قرية صغيرة ومع التطور التكنولوجي اصبحت هذه الوسائل سلاحا ذو حدين، فعلى الرغم من المنفعة من استخدام الانترنت والاجهزة ووسائل التواصل الا انها في الوقت ذاته اصبحت محل خطورة وتهديد في التباعد الاسري والعزوف عن العلاقات الاجتماعية وبينت أن التجمعات الاسرية اصبحت قليلة جداً، مثل التحلق حول مائدة الطعام، قلة الاحاديث والحوارات الأسرية، وبينت الكاتبة أن السبب في ذلك هو انشغال كل فرد من افراد الأسرة بعالمه الخاص.
استخدمت الكاتبة الصغيرة نور اسلوب الضمير المتكلم، فالبداية كانت طبيعية جداً ولكن سرعان ما انتقلت بنا إلى العقدة أو المشكلة وهي انقطاع الانترنت المفاجئ وهذا مما سبب لبطلة القصة منال ضيقاً وازعاجاً ولكن سرعان ما جربت مع هذا الظرف الحاصل الحياة الاسرية الطبيعية المتمثلة بتجمع افراد العائلة حول مائدة الطعام، الحوارات والنقاشات الاسرية، اداء الصلاة، الاستيقاظ مبكراً وعدم السهر، حيث وصفت الكاتبة شعور بطلة القصة بأن الحياة اصبحت جميلة ومختلفة، احساسها بالانتماء الاسري وجمال هذا الانتماء، ففي زمن الانترنت كانت في عزلة بعالم افتراضي صنعته وسائل التواصل الاجتماعي ومع الحياة بلا انترنت كانت تمارس الحياة الطبيعية حيث تعاونت مع افراد اسرتها باداء الأعمال المنزلية وشعرت بجمال الاحساس بالمسئولية ووصفت هذه الحياة الجديدة بأنها دافئة وجميلة، كما نبهتنا كاتبتنا الصغيرة بأن الحياة مع الانترنت والانشغال المستمر بالاجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي ابعدت بطلة قصتها عن الناس اللذين تحبهم ووصفت ذلك بقولها (عدم قدرتي على وصف مشاعري تجاه من احبهم، لم اجد من يشعر بي أو يفهمني).
كذلك نالت بطلة القصة في حياتها السابقة الحرمان من الجلسات العائلية التي تسمع من خلالها القصص والحكم التى تروى من قبل الآباء والامهات والاجداد، ممن نستفيد من حكمهم وتجاربهم في الحياة.
ومع الحياة بلا انترنت ذكرت أنها لم تعد تشعر بالوحدة والعزلة انما بالسعادة والدفئ العائلي.
اشتملت قصة نور على جميع عناصر القصة القصيرة مثل الزمان والمكان والشخصيات، بدأت بالمقدمة وانتقلت إلى العقدة ومن ثم الخاتمة، قدمت النهام نصيحتها لها بالقراءة كثيراً لأن القراءة تساعد على اكتساب مخزون لغوي جيد في سرد القصص.
واختتمت النهام قولها أن نور كاتبة رائعة متمنية أن تسنح لها فرصاً أخرى بالمستقبل بالاستمتاع في قراءة قصصها الهادفة.

٢- فقدان:
قصة جميلة للكاتبة الصغيرة رهف تنبئ بولادة كاتبة موهوبة وواعدة وأجمل ما زين القصة أنها حملت مخزوناً لغوياً جيداً وهذا يدل على أن رهف لها قراءات واسعة وأجمل هذه العبارات :
(تناديني بشفراتٍ عقلية - لا يزال صدى الصوت يغرد بفكري - بعد اشتياقٍ ململمٍ بالحنين - الهواءُ الباردُ العليل - نسمات الشِتاءُ المتساقِطة - ليلةٍ بهية - أمسية خلابة - أفكار الليل اللا متناهية - عقلنا مسافر عبر شريط ذكرياتنا ).
وتجري أحداث القصة عن تأثر العائلة من فقدان الأم، القصة حزينة وإنسانية، وظفت الكاتبة الصغيرة رهف عناصر القصة القصيرة بشكل جيد من الزمان والمكان والشخصيات والمقدمة والعقدة والخاتمة، وبالاخير قدمت النهام لرهف تمنياتها لها بكل النجاح والتوفيق في درب كتابة القصة القصيرة.

٣- الرحلة:
قصة جميلة كتبت بقلم الكاتبة الصغيرة فاطمة، تجري احداثها حول رحلة طلابية نظمت من قبل احدى المدارس الى محمية العرين، بدأت القصة ببداية جميلة ومنطقية ولكن سرعان ما تحولت إلى العقدة ومن ثم إلى الخاتمة الاروع.
تجري احداث القصة حول توجه احد صف الطالبات مع معلمتهن الى محمية العرين لمشاهدة الحيوانات الجميلة والاستمتاع بوقتهن في هذه الرحلة المنظمة من قبل إدارة المدرسة وذلك بعد الانتهاء من فترة تقديم الامتحانات.
سرعان ما وصلت بنا الكاتبة إلى العقدة أو المشكلة حيث قمن بعض الطالبات ببعض التصرفات الخاطئة وهي ايذاء بعض الحيوانات بسخرية واستهتار مما اثار غضب المسئولين وتعرض المعلمة للاحراج، وسرعان ما ادركن الطالبات خطأهن وتقديمهن الاعتذار.
القصة رائعة وهادفة تحمل قيماً جميلة مثل الاحترام - الانضباط - النظام - الرفق بالحيوان - التسامح والاعتراف بالخطأ.
وظفت كاتبتنا الصغيرة فاطمة عناصر القصة القصيرة مثل الزمان والمكان والشخصيات والبداية والعقدة والحل، كما أن القصة مكثفة ومختزلة وواضحة الفكرة، والعنوان جميل ومناسب.

٤- وفاء صديق:
قصة رائعة كتبت بقلم الكاتبة الصغيرة آية فهي تتكلم عن الصداقة واقتناء الاصدقاء الاوفياء، اللذين لا يعرفون الا بوقت الحاجة والضيق.
القصة تتكلم عن عمر الطالب المؤدب المجتهد والذي اكتسب العديد من الاصدقاء وكم كان يشعر بالسعادة لانه محظوظ بامتلاك هذا العدد الكبير من الاصدقاء.
وفقت كاتبتنا آية في عرض مقدمة القصة وسرعان ما انتقلت بنا إلى العقدة حيث تعرض عمر لوعكة صحية على اثرها اصبح طريح الفراش لمدة اسبوعين مما اضطره إلى التغيب عن المدرسة ولكنه انصدم بسبب تخلي اصدقائه عنه لانهم لم يتواصلوا معه أو يقدموا له العون والمساعدة عما فاته من فروض وواجبات مدرسية.
ياله من أمر محزن ومؤسف حينما يحتاج الصديق إلى اصدقائه في وقت الضيق ولا يجدهم إلى جانبه في محنته ولكن باستثناء صديق واحد وفي اسمه أحمد والذي ادى واجبه تجاه زميلة بأجمل صورة فهو لم يتخلى عنه حيث قام بزيارته في المستشفى والاطمئنان عليه ومساعدته عما فانه من فروض وواجبات.
اختتمت كاتبتنا الصغيرة القصة بنهاية جميلة ذات عبرة، حيث أن الاصدقاء الحقيقيين ليسوا بكثرتهم انما بمواقفهم النبيلة واخلاصهم ومواقفهم الحقيقية.
قصة رائعة احسنت آية في نقلها ولقد وفقت بتوظيف عناصر القصة القصيرة بشكل جيد جداً، فشكراً جزيلاً لها.

٥- الصندوق القديم: 
قصة طريفة كتبت بقلم كاتبتنا الصغيرة فاطمة تحكي حول مجموعة من الاصدقاء توجهوا برحلة الى البحر للاستمتاع بالجو الجميل وبماء البحر المنعش وبعد تناولهم للطعام والاستمتاع بالسباحة وجدوا صندوقاً قديماً اثار فضولهم وايقظ روح المغامرة والخيال لديهم واثارة التساؤلات اديهم عما يحويه هذا الصندوق القديم، لربما حوى هذا الصندوق على ذهبٍ او مجوهرات ولكن بعد محاولاتهم المستميته في فتحه وجدوا به سمكاً !
القصة جميلة وممتعة ومكثفة وهذا اجمل ما زينها، وظفت كاتبتنا الصغيرة عناصر القصة القصيرة بشكلٍ جيدٍ جداً بتحديد الزمان والمكان والشخصيات، البداية وصولاً للعقدة ثم الخاتمة، كما انها وفقت باختيار العنوان.