+A
A-

هل يحد الركود من صفقات الاستحواذ في قطاع التكنولوجيا؟

تسببت عاصفة الركود التي بدأت تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، في تراجع شهية الكثير من شركات التكنولوجيا تجاه صفقات "الاستحواذ"، وباتت أولوية هذه الشركات التأقلم مع متطلبات السوق، والصمود أمام العاصفة بدلاً من القيام بمراهنات باهظة الثمن.

ولكن هذا الوضع لا ينطبق على جميع الشركات، إذ أن هناك شركات تكنولوجية ضخمة تمتهن فن "ركوب الأزمات" وترى في الركود "فرصة استثنائية" للانقضاض على "جثث" الشركات الناشئة التي سيسحقها الركود.

ويقول الدكتور كريم العمدة وهو أكاديمي ومحاضر مصري وأستاذ في الاقتصاد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً في حركة الاستحواذ خاصة من قبل الشركات التكنولوجية، حيث حصل نوع من الزخم لهذا الاتجاه في عام 2020 واستمر حتى الأشهر الأولى من عام 2022، عندما شهدنا صفقة ضخمة استحوذت بموجبها مايكرسوفت على شركة "أكتيفيجن بليزرد" بمبلغ 68.7 مليار دولار، ليتبعها الإعلان عن عرض إيلون ماسك بالاستحواذ على تويتر مقابل 44 مليار دولار وهي صفقة لم تتم حتى الساعة.

حرب الرقائق الإلكترونية.. سيطرة أميركية ومخاطر اقتصادية

وبحسب العمدة فإن وضع الأسواق تغيّر مع عدوانية البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع مستويات الفائدة لمواجهة التضخم، ما أثر سلباً وعطل نوعاً ما حركة الاستحواذات في عالم التكنولوجيا، مشيراً إلى أن المستثمرين باتوا يتجهون إلى استثمار أموالهم في سندات الخزانة الأميركية، في حين تقوم الشركات بالتركيز على تأثير الركود الناتج عن محاربة التضخم على أعمالها.

ولفت العمدة إلى أن تأثير الركود يختلف من منطقة إلى أخرى ومن شركة لأخرى، لافتاً إلى أن بعض الشركات التكنولوجية الكبرى لا تعطي أهمية قصوى لسعر الفائدة المرتفع، إذ يكون هدفها القيام بعمليات استحواذ للسيطرة على حصة أكبر في السوق، وبالتالي فإنها تستغل فترة الركود وتحولها لفرصة لتنفيذ مخططاتها.

السوق الهابط يمحو 13 تريليون دولار من قيمة أسهم "وول ستريت"

من جهته، يقول المحلل المالي علي العنزي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن زخم صفقات الاستحواذ في قطاع التكنولوجيا لن يستمر كما كان في المرحلة السابقة، متوقعاً أن نشهد حالة من الهدوء والتراجع خلال الفترة الراهنة والمقبلة.

ويلفت العنزي إلى أن رفع معدلات الفائدة يؤثر وبشدة على صفقات الاستحواذ، التي عادة ما تكون ممولة عن طريق البنوك، فيصبح هذا التمويل أكثر تكلفة بالنسبة للشركات، وحتى أولئك الذين يملكون سيولة نقدية لإجراء صفقة ما، سيجدون صعوبة في الاتفاق على سعر في أسواق متقلبة، وبالتالي فإن الاستحواذات تتراجع في أوقات الركود الاقتصادي التي ترتفع فيها أسعار الفائدة.

ولفت العنزي إلى أن قطاع التكنولوجيا هو قطاع واعد وكان له دور كبير في تسيير الحياة بشكل أو بآخر خلال فترة انتشار جائحة كورونا، ولكن أداء أسهم التكنولوجيا، كان سلبياً هذا العام حالها حال المؤشرات الاميركية كـ "داو جونز" و"إس أند بي" وهذا ناتج عن ارتباطها بالوضع الاقتصادي القائم وحالة الركود ونوايا رفع سعر الفائدة مجدداً.