العدد 5125
الأربعاء 26 أكتوبر 2022
banner
المشاركة الوجدانية
الأربعاء 26 أكتوبر 2022

تتعدد النعم التي تمنح أرواحنا السعادة وتزود أيامنا بالأمل، لعل المشاعر والأحاسيس من المغذيات المهمة للروح، فلا نتخيل أن تخلو العلاقات من جانب الشعور والتعاطف سواء كانت المواقف تحمل جوانب الفرح أو الحزن، وتعد المشاركة الوجدانية من الممارسات الراقية التي تقرب المسافة بين الأشخاص، ولا يمارسها إلا شخص يحمل قلبا كبيرا قادرا على استيعاب وفهم الآخرين والتعاطف معهم في المواقف المختلفة.
إن المشاركة الوجدانية تعزز السلام الداخلي لدى الأشخاص الذين يمارسونها لقناعتهم التامة بأهمية المشاركة العاطفية مع الآخرين كأن يتم الاهتمام بالأفراد وتقديرهم والإحساس بمعاناتهم وكأنك تضع نفسك مكان الآخرين، وفيها يتم تجاوز الشعور بالأنا وتحجيم الذات وبرمجة العقل على مفهوم الاحتواء.
تعد مهارة المشاركة الوجدانية إحدى مهارات الذكاء العاطفي التي بموجبها يتم التعايش والتفاعل مع الآخرين من مبدأ الاهتمام والشعور، وهي مهارة تعزز الدعم والمساندة بصورة كبيرة، خصوصا لدى الأفراد المتعثرين الذين يكونون بحاجة إلى من يضع نفسه مكانهم ويشعر بهم، وقد تتمثل هذه المشاركة أحياناً في مهارات بسيطة جدا، لكن يكون لها الأثر البالغ في نفوس الأفراد، فقد تتم المشاركة من خلال السؤال عن الحال وإشعار الطرف الآخر بأنه مهم ويستحق الاهتمام، وقد تظهر المشاركة في صورة مهمة جدا وهي القدرة على الاستماع والإنصات الجيد في حالة رغبة أي فرد في الحديث والتنفيس عن بعض المنغصات.
المشاركة الوجدانية تؤكد أن هناك أشخاصا وجودهم في هذه الحياة قد يمنح الحياة لغيرهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية