في كتابه المشوق “فن إدارة المواقف” يروي المؤلف محمد بن عبدالله بن محمد الفريح مواقفَ وقصصاً في مجالات مختلفة وهي - كما يصفها - نتاج تجارب متنوعة. وقد اخترت إحدى هذه القصص والتي تحمل عنوان (الضفدع الصغير) لأعرضها لك سيدي القارئ مختصرة لما لهذه القصة من حكمة ولعلاقتها بموضوع مقالتنا هذه.
قررت مجموعة من ضفادع صغيرة القيام بسباق للجري والصعود إلى قمة برج. عند بدء السباق صاحت الضفادع الحاضرة: مستحيل... مستحيل أن يصل أحدكم القمة... البرج عالٍ جداً. بدأت الضفادع الصغيرة تتساقط الواحد تلو الآخر عدا واحداً استطاع بلوغ الهدف وعندما سئل عن أسباب فوزه وجدوا أنه كان أصم. 
ربما نتفق سيدي القارئ بأن عدم وصول تلك العبارات المحبطة لهذا الضفدع الصغير بسبب فقدانه القدرة على السمع قد حماه من تأثيرها السلبي على معنوياته وبالتالي إضعاف درجة الحماسة والدافعية لديه والذي كان يمكن أن يخرجه من دائرة التنافسية ويجعله مهزوماً كما حدث لأقرانه الضفادع الأخرى التي تأثرت بمروِّجي الطاقة السلبية فتساقطوا واحداً تلو الآخر. 
والآن دعنا سيدي القارئ نسقط هذا على بيئة العمل. أستذكر في هذا السياق مداخلة لأحد مسؤولي الموارد البشرية قال فيها: هناك فئة صغيرة في بعض المؤسسات يمكن أن نطلق عليها فئة المتذمرين ومروِّجي الطاقة السلبية. هذه الفئة أدمنت التذمر واعتبرته جزءاً من الوصف الوظيفي لديها فهي تقوم وبشكل يكاد يكون ممنهجاً بنشر الطاقة السلبية بين زملائهم وخصوصاً أولئك حديثي الالتحاق بالعمل. وتابع المسؤول: هذه الفئة محدودة الأداء وتحاول إدخال الآخرين إلى دائرتها، أقصد دائرة المتذمرين غير المنتجين. ما رأيك سيدي القارئ؟