لقد استوقفني الخبر المنشور في الصحف المحلية، بل أثلج صدري قيام الإدارة العامة للمرور بتحرير ٣٧٥٢ مخالفة مرورية للمركبات التي تستخدم مسار الطوارئ وذلك منذ بدء العام الدراسي، تصوروا هذا العدد المهول من المخالفين بعد شهر فقط من بدء الدراسة في المملكة وكلها كانت حول الاستخدام الخاطئ لمسار الطوارئ. هؤلاء المخالفون يبررون كعادتهم بأنهم على عجلة للوصول إلى مقار عملهم أو بسبب توصيل أبنائهم المدرسة وغيرها من الأعذار الواهية وغير المقبولة. أقول لهؤلاء السواقين اتقوا الله، فلا تبرروا أخطاءكم بأعذار واهية واعترفوا بأنكم على خطأ لسبب واحد لا غير ألا وهو افتقادكم التخطيط السليم في حياتكم، وأقصد بالتخطيط هنا “الوقت”، فقليلا من التخطيط في وقت خروجكم من المنزل وستكون النتائج إيجابية.
الإدارة العامة للمرور بكل صراحة تقوم بجهود كبيرة ومشكورة وبشكل مكثف بحملات توعوية وتثقيفية، لكن مع الأسف الكثير من السواق لا ينفع معهم غير تحرير المخالفات، وفي المقابل، فإن تحرير أكثر من 3700 مخالفة في فترة بسيطة لم تتجاوز الشهر يعتبر مؤشرًا خطيرًا ويثبت استهتار المواطنين والمقيمين بالنظام. لقد ذكر لي أحد المسؤولين بأن إحدى الموظفات تتأخر عن الدوام بشكل يومي تقريبًا وكان عذرها أن الازدحام في الشوارع هو السبب! هل تعتقدون بأن هذا العذر مقنع أو عقلاني.. هذه الموظفة بدلًا من أن تخطط لمغادرة منزلها مبكرًا لضمان وصولها في الوقت المحدد لجهة العمل، كانت تتأخر في خروجها من منزلها وبعدها تلوم الزحمة.
فكما ذكرت آنفًا بأننا نفتقد شيئا اسمه “التخطيط” واحترام الوقت في حياتنا، بل لا وجود له في قاموسنا! فدائما نضع اللوم على غيرنا ولا نقر بأن الخلل بداخلنا، أتمنى أن نتعظ قليلًا ونعمل على تصحيح أنفسنا واتباع السلوكيات الصحيحة ليس فيما يخص قواعد وقوانين المرور فحسب، بل في جميع مناحي الحياة. قال تعالى في كتابه العزيز “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”. والله من وراء القصد.