مقالي اليوم ليس عن برنامج الأطفال “افتح يا سمسم” الذي كان من إنتاج مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وعرض في تلفزيونات دول الخليج في السبعينات، بل لمسلسل خيبات الأمل لما نمر به بسبب المترشحين لمجلس النواب 2022، فالوضع لا يحتمل السكوت، وكما قال أحد النواب السابقين “والله فشلتونا”.
فقد كنت أتابع اليوم الأول من فتح باب التسجيل للمترشحين، والذي بدأ بتاريخ 5 ويستمر حتى 9 من الشهر الجاري، ولا شك أن الجميع شاهد تدافع المترشحين الذين اصطفوا قبل ساعات من فتح بوابات مراكز تقديم أوراق الترشيح، وكيف كان وضعهم وهم يتدافعون بطريقة غريبة، بل غير مقبولة، هذا الفيديو الذي أضيفت له موسيقى برنامج “افتح يا سمسم” انتشر بسرعة البرق ليس في البحرين فحسب، بل في جميع دول العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وسيعطي بلا شك صورة وانطباعا سيئا. اتقوا الله يا سادة، فإن آخر موعد للتقديم 9 أكتوبر! لماذا العجلة إذا؟ المراكز الإشرافية بالمحافظات الأربع فتحت أبوابها بتاريخ 5 أكتوبر عند الخامسة مساءً لاستقبال طلبات الراغبين بالترشّح للانتخابات النيابية والبلدية، والمترشحون اصطفوا منذ الساعة 3 مساءً!
وعلمت أن سبب وجودهم مبكرا هو لضمان وضع صورهم في بطاقة الاقتراع يوم التصويت حسب الأسبقية! شخصيًا أرى أن ذلك ليس منصفًا ويجب إجراء قرعة بينهم، فالبعض وبسبب ظروفهم الخاصة لم يستطيعوا الحضور مبكرا، هذه أمور إدارية، إضافة إلى أن وجود صورة المترشح في أول القائمة أو آخرها لا يعني شيئًا ولا يغير من الوضع أو عدد الأصوات التي يحصل عليها. تصوروا أنه وحتى اليوم الثاني أعلن حوالي 400 مترشح نيتهم خوض السباق الانتخابي للمجلس النيابي والمجالس البلدية، وذلك في رقمٍ غير مسبوق في تاريخ الانتخابات في البحرين !وسبق أن كتبت في مقال سابق أن هذا العدد المهول لا يمثل ظاهرة صحية، حيث إن معظمهم هدفه الأول والأخير كسب المقعد لضمان دخل مادي جيد، بالإضافة إلى حصولهم على الوجاهة التي يفتقدونها في المجتمع! ناهيك عن ضعف مستواهم التعليمي وخبرتهم العملية التي لا تخدم مصلحة المواطن والوطن.
في المقابل، ومن المضحك المبكي أن يصرح أحد المترشحين بأنه لم ينم ليلتين كاملتين وهو يخطط من خلال برنامجه الانتخابي لكيفية نقل ماء اللقاح والحلوى البحرينية إلى العالمية! كفاكم ضحكا على الذقون، وإن كانت لي نصيحة أخوية فأرجو ألا ينسى المهياوة والمتاي! وكما يقول المثل “شر البلية ما يضحك”.